مشكور، وتجارة لن تبور، وأن تفعل بي ما أنت أهله، ولا تفعل بي ما أنا أهله، فإنك أهل التقوى، وأهل المغفرة، وأهل الفضل والرحمة. إلهي وقد أطلت دعائي، وأكثرت خطابي. وضيق صدري حداني على ذلك كله، وحملني عليه علما مني بأنه يجزيك منه قدر الملح في العجين، بل يكفيك عزم إرادة، وأن يقول العبد بنية صادقة ولسان صادق: يا رب، فتكون عند ظن عبدك بك، وقد ناجاك بعزم الإرادة قلبي، فأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تقرن دعائي بالإجابة منك، وتبلغني ما أملته فيك، منة منك وطولا، وقوة وحولا، لا تقيمني من مقامي هذا إلا بقضاء جميع ما سألتك، فإنه عليك يسير، وخطره عندي جليل كثير، وأنت عليه قدير، يا سميع يا بصير، إلهي: وهذا مقام العائذ بك من النار، والهارب منك إليك، من ذنوب تهجمته، وعيوب فضحته، فصل على محمد وآل محمد، وانظر إلي نظرة رحيمة أفوز بها إلى جنتك، واعطف علي عطفة، أنجو بها من عقابك، فإن الجنة والنار لك، وبيدك، ومفاتيحهما ومغاليقهما إليك، وأنت على ذلك قادر، وهو عليك هين يسير، فافعل بي ما سألتك يا قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى، ونعم النصير، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين " *] * *: الكتاب العتيق للغروي: على ما في البحار.
*: مهج الدعوات: ص 278 - وجدت في مجلد عتيق ذكر كاتبه أن اسمه الحسين بن علي بن هند وأنه كتب في شوال سنة ست وتسعين وثلثمأة دعاء العلوي المصري مما هذا لفظه وإسناده دعاء علمه سيدنا المؤمل صلوات الله عليه رجلا من شيعته وأهله في المنام وكان مظلوما ففرج الله عنه وقتل عدوه حدثني أبو علي أحمد بن محمد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر بن محمد العلوي العريضي بحران قال حدثني محمد بن علي العلوي الحسيني وكان يسكن بمصر قال دهمني أمر عظيم وهم شديد من قبل صاحب مصر فخشيته على نفسي وكان قد سعى بي إلى أحمد بن طولون فخرجت من مصر حاجا وصرت من الحجاز إلى العراق فقصدت مشهد مولاي أبي عبد الله الحسين بن علي صلوات الله عليهما عائذا به ولائذا بقبره ومستجيرا به من سطوة من كنت أخافه فأقمت بالحائر خمسة عشر يوما أدعو وأتضرع ليلي ونهاري فترائى لي قائم الزمان