أجل - اللهم يا رب - أنت نعم المجيب، ونعم المدعو، ونعم المسؤول، ونعم المعطي، أنت الذي لا تخيب سائلك، ولا ترد راجيك، ولا تطرد الملح عن بابك، ولا ترد دعاء سائلك، ولا تمل دعاء من أملك، ولا تتبرم بكثرة حوائجهم إليك، ولا بقضائها لهم، فإن قضاء حوائج جميع خلقك إليك في أسرع لحظ من لمح الطرف، وأخف عليك وأهون عندك من جناح بعوضة، وحاجتي - يا سيدي ومولاي، ومعتمدي ورجائي - أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تغفر لي ذنبي، فقد جئتك ثقيل الظهر، بعظيم ما بارزتك به من سيئاتي، وركبني من مظالم عبادك، ما لا يكفيني ولا يخلصني منها غيرك، ولا يقدر عليه ولا يملكه سواك، فامح - يا سيدي - كثرة سيئاتي بيسير عبراتي، بل بقساوة قلبي، وجمود عيني، بل برحمتك التي وسعت كل شئ، وأنا شئ، فلتسعني رحمتك، يا رحمان يا رحيم، يا أرحم الراحمين، لا تمتحني في هذه الدنيا بشئ من المحن، ولا تسلط علي من لا يرحمني، ولا تهلكني بذنوبي، وعجل خلاصي من كل مكروه، وادفع عني كل ظلم، ولا تهتك ستري، ولا تفضحني يوم جمعك الخلائق للحساب، يا جزيل العطاء والثواب، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تحييني حياة السعداء، وتميتني ميتة الشهداء، وتقبلني قبول الأوداء، وتحفظني في هذه الدنيا الدنية، من شر سلاطينها، وفجارها، وشرارها، ومحبيها، والعاملين لها وما فيها، وقني شر طغاتها، وحسادها، وباغي الشرك فيها، حتى تكفيني مكر المكرة، وتفقأ عني أعين الكفرة، وتفحم عني ألسن الفجرة، وتقبض لي على أيدي الظلمة، وتوهن عني كيدهم، وتميتهم بغيظهم، وتشغلهم بأسماعهم، وأبصارهم، وأفئدتهم، وتجعلني من ذلك كله في أمنك، وأمانك، وحرزك، وسلطانك، وحجابك، وكنفك، وعياذك، وجارك، ومن جار السوء، وجليس السوء، إنك على كل شئ قدير. إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولي الصالحين. اللهم بك أعوذ. وبك ألوذ. ولك أعبد، وإياك أرجو، وبك أستعين، وبك أستكفي. وبك أستغيث، وبك أستنقذ، ومنك أسأل، أن تصلي على محمد وآل محمد، ولا تردني إلا بذنب مغفور، وسعي
(٤٧٥)