مع الإمام الزهري في تدوين السنة من الحقائق التاريخية الثابتة التي تجب على العلماء فحصها وحصر أطرافها مسألة " تدوين السنة "، والدقة في أمرها ولا شبهة إن الذي يتصدى ضبط الوقائع التاريخية من الأقوال والأفعال وتراجم الرجال، يلزمه التحري في النقل، فلا يجزم إلا بما يتحققه، ولا يكتفى بالقول الشائع عند الناس، ولا سيما إن ترتب على ذلك مفسدة من الطعن في حق أحد من أهل العلم والصلاح من الربانيين ولذلك يحتاج المتكلم في الوقايع ان يكون عارفا وعالما بمقادير الناس وأحوال الرجال ومنازلهم حتى لا يرفع الوضيع ولا يضع الرفيع.
فالعمدة في البحث التجنب عن العصبية والهوى التي هي الباعث العمدة في المدائح والمثالب الكاذبة.
أهمية " الزهري " في تاريخ الحديث و " تدوين السنة " المتداولة بين الناس فوق ما يتصوره، بعض أهل العلم، من أنه: " أول من دون السنة وصنف الدفاتر بل مثله في حديث السنة كان كالمعنى الإسمي للجمل والربط للمعاني.
فلا بد لمعرفته ومعرفة حركته العلمية في الصدر الأول من أمر السنة.
" فالزهري " في نظرية دقيقة هو العامل الرئيسي لأعداء أهل البيت ووسيلة مبكرة لانقطاع السنة النبوية الموجودة عند أهل البيت عن الناس وصد الناس علومهم،