النيران ألا إن الله بمنه وفضله وكرمه وجلاله قد أمرني أن أدفع مفاتيح النار إلى محمد، وإن محمدا قد أمرني أن أدفعها إلى علي بن أبي طالب فاشهدوا لي عليه، فآخذ مفاتيح الجنان والنيران، ثم قال: يا علي فتأخذ بحجزتي، وأهل بيتك يأخذون بحجزتك وشيعتك يأخذون بحجزة أهل بيتك، قال: فصفقت بكلتا يدي: وإلى الجنة يا رسول الله؟ قال: إي ورب الكعبة، قال الأصبغ: فلم أسمع من مولاي غير هذين الحديثين، ثم توفي صلوات الله عليه.
(2) - الارشاد: عن ابن نباتة قال: لما بويع أمير المؤمنين (عليه السلام) بالخلافة خرج إلى المسجد معتما بعمامة رسول الله (صلى الله عليه وآله) لابسا برديه، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وأنذر، ثم جلس متمكنا وشبك بين أصابعه ووضعهما أسفل سرته، ثم قال: يا معشر الناس سلوني قبل أن تفقدوني، سلوني فإن عندي علم الأولين والآخرين، أما والله لو ثني لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل الفرقان بفرقانهم، حتى ينهي كل كتاب من هذه الكتب ويقول: يا رب إن عليا قضى بقضائك.
والله إني لأعلم بالقرآن وتأويله من كل مدع علمه، ولولا آية في كتاب الله تعالى لأخبرتكم بما يكون إلى يوم القيامة. ثم قال: سلوني قبل أن تفقدوني، فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو سألتموني عن آية آية لأخبرتكم بوقت نزولها وفيم نزلت، وأنبأتكم بناسخها من منسوخها وخاصها من عامها، ومحكمها من متشابهها، ومكيها من مدنيها، والله ما من فئة تضل أو تهدي إلا وأنا أعرف قائدها وسائقها وناعقها إلى يوم القيامة.
(3) - عكرمة عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب قال له: يا أبا الحسن إنك لتعجل في الحكم والفصل للشئ إذا سئلت عنه، قال: فأبرز علي كفه وقال له: كم هذا فقال عمر: خمسة، فقال: عجلت أبا حفص، قال: لم يخف علي، فقال علي: وأنا أسرع فيما لا يخفى علي.