وهذه السنة، وقد كبرت سني ودق عظمي واقترب أجلي، ولا أرى فيكم ما أحب، أراكم مقتلين مشردين، وأرى عدوكم يطيرون بالأجنحة، فكيف لا أبكي؟ فدمعت عينا أبي عبد الله (عليه السلام) ثم قال: يا شيخ إن الله أبقاك حتى ترى قائمنا، كنت معنا في السنام الأعلى، وإن حلت بك المنية جئت يوم القيامة مع ثقل محمد (صلى الله عليه وآله) ونحن ثقله، فقد قال (صلى الله عليه وآله): إني مخلف فيكم الثقلين فتمسكوا بهما لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فقال الشيخ: لا أبالي بعد ما سمعت هذا الخبر. ثم قال: يا شيخ اعلم أن قائمنا يخرج من صلب الحسن، والحسن يخرج من صلب علي وعلي يخرج من صلب محمد ومحمد يخرج من صلب علي وعلي يخرج من صلب ابني هذا وأشار إلى موسى (عليه السلام) وهذا خرج من صلبي ونحن اثنا عشر كلنا معصومون مطهرون فقال الشيخ يا سيدي بعضكم أفضل من بعض، قال: لا نحن في الفضل سواء ولكن بعضنا أعلم من بعض ثم قال (عليه السلام) يا شيخ والله لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله تعالى ذكره ذلك اليوم حتى يخرج قائمنا أهل البيت ألا ان شيعتنا يقعون في فتنة وحيرة في غيبته هناك يثبت الله على هداه المخلصين اللهم أعنهم على ذلك.
(٢٥٢)