فلذلك سمي خاتم النبيين، محمد سيد النبيين وانا سيد الوصيين، واما خزان الله واصعد المنبر وقم دون مقامي بمرقاة، وقل للناس: ألا من عق والديه فلعنة الله عليه، ألا من أبق من مواليه فلعنة الله عليه، ألا من ظلم أجيرا اجرته فلعنة الله عليه، يا أصبغ ففعلت ما أمرني به حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقام من أقصى المسجد رجل فقال: يا أبا الحسن تكلمت بثلاث كلمات وأوجزتهن، فاشرحهن لنا، فلم أرد جوابا حتى أتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلت ما كان من الرجل.
قال الأصبغ: ثم أخذ (عليه السلام) بيدي وقال: يا أصبغ ابسط يدك، فبسط يدي، فتناول إصبعا من أصابع يدي وقال: يا أصبغ كذا تناول رسول الله (صلى الله عليه وآله) إصبعا من أصابع يدي كما تناولت إصبعا من أصابع يدك ثم قال: يا أبا الحسن ألا وإني وأنت أبوا هذه الأمة فمن عقنا فلعنة الله عليه، ألا وإني وأنت موليا هذه الأمة فعلى من أبق عنا لعنة الله، ألا وإني وأنت أجيرا هذه الأمة فمن ظلمنا اجرتنا فلعنة الله عليه، ثم قال آمين فقلت: آمين. قال الأصبغ: ثم أغمي عليه، ثم أفاق فقال لي: أقاعد أنت يا أصبغ؟
قلت: نعم يا مولاي، قال: أزيدك حديثا آخر؟ قلت: نعم زادك الله من مزيدات الخير، قال: يا أصبغ لقيني رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بعض طرقات المدينة وأنا مغموم قد تبين الغم في وجهي، فقال لي: يا أبا الحسن أراك مغموما ألا أحدثك بحديث لا تغتم بعده أبدا قلت: نعم، قال: إذا كان يوم القيامة نصب الله منبرا يعلو منابر النبيين والشهداء، ثم يأمرني الله أصعد فوقه، ثم يأمرك الله أن تصعد دوني بمرقاة، ثم يأمر الله ملكين فيجلسان دونك بمرقاة، فإذا استقللنا على المنبر لا يبقى أحد من الأولين والآخرين إلا حضر، فينادي الملك الذي دونك بمرقاة: معاشر الناس ألا من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا اعرفه بنفسي، أنا رضوان خازن الجنان، ألا إن الله بمنه وكرمه وفضله وجلاله أمرني أن أدفع مفاتيح الجنة إلى محمد، وإن محمدا أمرني أن أدفعها إلى علي بن أبي طالب، فاشهدوا لي عليه.
ثم يقوم ذلك الذي تحت ذلك الملك بمرقاة مناديا يسمع أهل الموقف: معاشر الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا اعرفه بنفسي، أنا مالك خازن