السماء والعالم منتخبات الجزء السابع والخمسين من بحار الأنوار 8 أحاديث (1) - قالت الحكماء في سبب انفجار العيون من الأرض: إن البخار إذا احتبس في داخل من الأرض لما فيها من ثقب وفرج يميل إلى جهة فيبرد بها فينقلب مياها مختلطة بأجزاء بخارية، فإذا كثر لوصول مدد متدافع إليه بحيث لاتسعه الأرض أوجب انشقاق الأرض وانفجرت منها العيون، أما الجارية على الولاء فهي إما لدفع تاليها سابقها، أو لانجذابه إليه لضرورة عدم الخلاء بأن يكون البخار الذي انقلب ماء وفاض إلى وجه الأرض ينجذب إلى مكانه ما يقوم مقامه لئلا يكون خلاء فينقلب هو أيضا ماء ويفيض وهكذا استتبع كل جزء منه جزء آخر. وأما العيون الراكدة فهي حادثة من أبخرة لم تبلغ من كثرة موادها وقوتها أن يحصل منها معاونة شديدة، أو دفع اللاحق السابق. وأما مياه القنى والآبار فهي متولدة من أبخرة ناقصة القوة عن أن يشق الأرض، فإذا أزيل ثقل الأرض عن وجهها صادفت منفذا تندفع إليه بأدنى حركة، فإن لم يجعل هناك مسيل فهو البئر، وإن جعل فهو القناة، ونسبة القنى إلى الأبار كنسبة العيون السيالة إلى الراكدة.
(٤٢٦)