فقال: يا رب، أرني ثواب عبدك هذا، فأراه الله (تعالى) ذلك، فاستقله الملك، فأوحى الله (تعالى) إليه: أن اصحبه، فأتاه الملك في صورة إنسي، فقال له: من أنت؟ قال: أنا رجل عابد، بلغني مكانك وعبادتك في هذا المكان فأتيتك لأعبد الله معك. فكان معه يومه ذلك، فلما أصبح قال له الملك: إن مكانك لنزه، وما يصلح إلا للعبادة، فقال له العابد: إن لمكاننا هذا عيبا، فقال له: وما هو؟ قال: ليس لربنا بهيمة، فلو كان له حمار رعيناه في هذا الموضع، فإن هذا الحشيش يضيع، فقال له (ذلك) الملك: وما لربك حمار؟ فقال: لو كان له حمار ما كان يضيع مثل هذا الحشيش.
فأوحى الله إلى الملك: إنما أثيبه على قدر عقله (1).