العقل والجهل في الكتاب والسنة - محمد الريشهري - الصفحة ١٧٥
تسميات أخرى أيضا مر بيانها في مبحث خلق العقل.
وكما جاء في الباب الأول من " علامات العقل " فقد اعتبرت جميع أنواع الحسن والجمال الاعتقادي والأخلاقي والعملي، كالخير، والعلم، والمعرفة، والحكمة، والإيمان، والعدل، والإنصاف، والإلفة، والرحمة، والمودة، والرأفة، والبركة، والقناعة والسخاء، والأمانة، والشهامة، والحياء، والنظافة، والرجاء، والوفاء، والصدق، والحلم، والصبر، والتواضع، والغنى، والنشاط، من جنود العقل.
وفي مقابل هذا اعتبرت جميع القبائح الاعتقادية والأخلاقية والعملية، كالشر والجهل (1)، والحمق، والكفر، والجور، والفرقة، والقسوة، والقطيعة، والعداوة، والبغض، والغضب، والمحق، والحرص، والبخل، والخيانة، والبلادة، والجلع، والتهتك، والقذر، واليأس، والغدر، والكذب، والسفه، والجزع، والتكبر، والفقر، والكسل، من جنود الجهل.
والإنسان حر في اختيار واتباع وتنمية أية واحدة من هاتين القوتين.
فهو قادر على اتباع قوة العقل، ويمكنه بإحيائها إماتة الجهل والشهوة والنفس الأمارة (2)، وباستطاعته أن يبلغ الغاية العليا للإنسانية ويصبح خليفة لله عن طريق تنمية جنود العقل ومقتضياته، كما ويتسنى له عبر الانقياد لقوة الجهل وتنمية جنود الجهل ومقتضياته السقوط في أسفل سافلين (3).
تتجلى مما سبق ذكره نقطتان تسترعيان الاهتمام، وهما:

(1) المراد به الجهل المتفرع عن الجهل الأصلي، ويدخل في عداد جنوده، ويكون في مقابل العلم، بينما الجهل الأول - أو الأصلي - يكون في مقابل العقل.
(2) راجع ص 137 / علامات كمال العقل ح 608.
(3) * (ثم رددناه أسفل سافلين) *، التين: 5.
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 179 180 181 ... » »»
الفهرست