محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأن الرسالة السماوية قد أعلنت عن نبوة محمد الكبير صلى الله عليه وآله وسلم وإمامة محمد الصغير في وقت واحد.
إن عليا الذي رباه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وربى الإسلام معه - فكانا ولديه العزيزين - كان يشعر بإخوته لهذا الإسلام. وقد دفعه هذا الشعور إلى افتداء أخيه بكل شئ حتى أنه اشترك في حروب الردة التي أعلنها المسلمون يو مذاك (1)، ولم يمنعه تزعم غيره لها عن القيام بالواجب المقدس، لأن أبا بكر إن كان قد ابتزه حقه ونهب تراثه، فالاسلام قد رفعه إلى القمة وعرف له أخوته الصادقة وسجلها بأحرف من نور على صفحات الكتاب الكريم.
وصمد الأمام على ترك الثورة ولكن ماذا يفعل؟ وأي أسلوب يتخذه لموقفه؟ هل يحتج على الفئة الحاكمة بنصوص النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكلماته التي أعلنت أن عليا هو القطب المعد لأن يدور عليه الفلك الإسلامي والزعيم الذي قدمته السماء إلى أهل الأرض (2)؟؟
تردد هذا السؤال في نفسه كثيرا ثم وضع له الجواب الذي تعينه ظروف محنته وتلزمه به طبيعة الأوضاع القائمة، فسكت عن النص إلى حين.
(مسألة عدم الاحتجاج بالنص) ونحن نتبين من الصورة المشوشة التي عرفناها عن تلك الظروف والأوضاع