فدك في التاريخ - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ٩٧
(الإمام علي عليه السلام خصائصه وموقفه من الخلافة) لعل أعظم رقم قياسي ضربه أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام للتضحية في سبيل الإسلام والاخلاص للمبدأ إخلاصا جرده عن جميع الاعتبارات الشخصية وأقام منه حقيقة سامية سمو المبدأ ما بقي للمبدأ حياة هو الرقم الذي سجله بموقفه (1) من خلافة الشورى وقدم بذلك في نفسه مثلا أعلى للتفاني في المبدأ الذي صار شيئا من طبيعته.
إن كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد تمكن من محو ضلال الوثنية، فقد استطاع أن يجعل من علي بما أفاض عليه من حقائق نفسه عينا ساهرة على القضية الإلهية، فنامت فيه الحياة الإنسانية بأهوائها ومشاعرها وصار يحيا بحياة المبدأ والعقيدة (2).

(١) لاحظ موقفه من محاولة أبي سفيان، ودعوته إلى مجابهة مسلحة تسيل فيها الدماء، مع الخلافة، التي انبثقت عن ا لشورى، فقد ذكر الطبري في تاريخه ٢: ٢٣٧ حدثت عن هشام، قال: حدثني عوانه، قال: لما اجتمع الناس على بيعة أبي بكر، أقبل أبو سفيان، وهو يقول:
والله إني لأرى عجاجة لا يطفئها إلا دم؟ يا آل عبد مناف فيم أبو بكر من أموركم!... وقال:
أبا حسن ابسط يديك أبايعك فأبى علي، فجعل يتمثل بأبيات... قال الراوي: فزجره علي وقال: إنك والله ما أدرت بهذا إلا الفتنة، وإنك والله طالما بغيت الإسلام شرا!
(٢) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (علي مع الحق، والحق مع علي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوص يوم القيامة)، راجع في إخراج هذا الحديث: تاريخ بغداد / الخطيب البغدادي ١٤: ٣٢١، تفسير الفخر الرازي ١: ١١١، المناقب / الخوارزمي: ٧٧، المعجم الصغير / الطبراني ١: ٢٥٥. (الشهيد) وفي حديث آخر: (رحم الله عليا: اللهم أدر الحق معه حيثما دار).
راجع: التاج الجامع للأصول / الشيخ منصور علي ناصف ٣: ٣٣٧ قال: أخرجه الترمذي، مستدرك الحاكم ٣: ١٢٥ (الشهيدكنز العمال ٦: ١٧٥، جامع الترمذي 2:
213. (الشهيد)
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»
الفهرست