فدك في التاريخ - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ١٣١
يحجز عن ذلك؟ ألم تستمعا إلى القرآن الذي أسندت إليكما حراسته والتوفر على نشر مثله العليا في المعمورة وهو يقول: - (ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير) (1).
وقد توافقني على أن مقام الصديق والفاروق رضى عنه الله في الإسلام يرتفع بهما عن الفرار المحرم، فلا بد أنهما تأولا ووجدا عذرا في فرار هما ونحن نعلم أن مجال الاجتهاد والتأويل عند الخليفة كان واسعا حتى أنه اعتذر عن خالد لما قتل مسلما متعمدا بأنه (اجتهد فأخطأ) (2).
عذرتكما إن الحمام لمبغض * وإن بقاء النفس للنفس محبوب ليكره طعم الموت والموت طالب * فكيف يلذ الموت والموت مطلوب ولنعتذر إذا كان فيما قدمناه سبب للاعتذار وقد اضطرنا إلى ذلك الوقوف عند المقارنة الفاطمية وما تستحقه من شرح وتوضيح.
(حزب السلطة الحاكمة) قالت:
(تتربصون بنا الدوائر وتتوكفون الأخبار).

(١) الأنفال / ١٦.
(٢) تاريخ الطبري ٢: ٢٧٣، قال الخليفة عمر بن الخطاب لأبي بكر: إن في سيف خالد رهقا، فإن لم يكن هذا حقا، حق عليه أن تقيده، وأكثر عليه في ذلك... فقال - أبو بكر - هيه يا عمر تأول فأخطأ). وراجع تاريخ ابن شحنة: على هامش الكامل 11: 114. (الشهيد)
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»
الفهرست