ص 246 ط مصر من طريق أبي برزة الأسلمي، والطبراني في الكبير من طريق ابن عباس:
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فسمع رجلين يتغنيان وأحدهما يجيب الآخر. وهو يقول:
لا يزال حواري تلوح عظامه * زوى الحرب عنه أن يجن فيقبرا وفي لفظ ابن عباس:
ولا يزال جوادي تلوح عظامه *...........
فقال النبي صلى الله عليه وسلم انظروا من هما. قال: فقالوا: معاوية وعمرو بن العاصي، فرفع رسول الله يديه فقال: اللهم اركسهما ركسا، ودعهما إلى النار دعا. وفي لفظ ابن عباس: اللهم اركسهما في الفتنة ركسا.
وجاء الايعاز إلى الحديث في لسان العرب ج 7: 404، و ج 9: 439.
قال الأميني: لما لم يجد القوم غمزا في إسناد هذا الحديث، وكان ذلك غزبزا على من يتولى معاوية فحذف أحمد الاسمين وجعل مكانهما (فلان وفلان) واختلق آخرون تجاهه ما أخرجه ابن قانع في معجمه عن محمد بن عبدوس كامل، عن عبد الله بن عمر، عن سعيد أبي العباس التيمي، عن سيف بن عمر عن أبي عمر مولى إبراهيم بن طلحة عن زيد بن أسلم عن صالح شقران قال: بينما نحن ليلة في سفر إذ سمع النبي صلى الله عليه وسلم صوتا فذهبت انظر فإذا معاوية بن رافع وعمرو بن رفاعة بن التابوت يقول:
لا يزال جوادي تلوح عظامه * ذوي الحرب عنه أن يموت فيقبرا فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال. اللهم اركسهما ودعهما إلى نار جهنم دعا فمات عمرو بن رفاعة قبل أن يقدم النبي صلى الله عليه وسلم من السفر.
قال السيوطي في اللئالي المصنوعة 1: 427: وهذه الرواية أزالت الاشكال وبينت أن الوهم وقع في الحديث الأول في لفظة واحدة وهي قوله: ابن العاصي، وإنما هو ابن رفاعة أحد المنافقين، وكذلك معاوية بن رافع أحد المنافقين، والله أعلم.
ألا من يسائل هذا الضليع من فن الحديث المتعهد لتنقيبه عن الاشكال في الحديث الأول من أين أتاه؟ وما الذي ثقل عليه من لفظه حتى ذهب إلى الوهم فيه؟ أفي مفاده شذوذ عن نواميس الشريعة، أو فيه ما يخالف الكتاب والسنة؟ أو حط عن مقام رجل