الغدير - الشيخ الأميني - ج ٧ - الصفحة ٢٠٦
والمسلمون قد أحدقوا * حول النبي المرسل لا سيف إلا ذو الفقار * ولا فتى إلا علي (1) أكان الأشجع في العريش يوم حمراء الأسد؟ وقد خرج صلى الله عليه وآله وهو مجروح في وجهه، مشجوج في جبهته، ورباعيته قد شظيت، وشفته السفلى قد كلمت في باطنها، وهو متوهن منكبه الأيمن من ضربة ابن قميئة، وركبتاه مجحوشتان. (طبقات ابن سعد رقم التسلسل 553).
أكان الأشجع في العريش يوم حنين؟ لما حمى الوطيس وفر الناس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يبق معه إلا أربعة: ثلاثة من بني هاشم ورجل من غيرهم: علي ابن أبي طالب والعباس وهما بين يديه، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بالعنان، وابن مسعود من جانبه الأيسر، ولا يقبل أحد من المشركين جهته صلى الله عليه وآله وسلم إلا قتل. (السيرة الحلبية 3: 123).
أكان الأشجع في العريش يوم الأحزاب؟ وكان رسول الله صلى الله عليه وآله ينقل مع صحبه من تراب الخندق وقد وارى التراب بياض بطنه ويقول:
لاهم لولا أنت ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا * وثبت الأقدام إن لا قينا إن الأولى لقد بغوا علينا * إذا أرادوا فتنة أبينا (طبقات ابن سعد رقم التسلسل 575، تاريخ ابن كثير 4: 96).
أكان الأشجع في العريش يوم قال صلى الله عليه وآله وسلم: لضربة علي خير من عبادة الثقلين وفي لفظ: قتل علي لعمرو أفضل من عبادة الثقلين. وفي لفظ: لمبارزة علي لعمرو بن ود أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة؟ (2).
نعم: للرجل موقف يوم أحد لما طلع يومئذ عبد الرحمن بن أبي بكر (وكان من المشركين) فقال: من يبارز وارتجز يقول:

(١) راجع ما مر في الجزء الثاني صفحة ٥٩ - ٦١ ط ٢.
(٢) مستدرك الحاكم ٣: ٣٢، المواقف للقاضي الإيجي ٣: ٢٧٦، كنز العمال ٦: ١٥٨، السيرة الحلبية ٢: ٣٤٩ وهناك كلمة ردا على ابن تيمية في رده على هذا الحديث، هداية المرتاب في فضايل الأصحاب ص 148.
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»
الفهرست