لصاحبه قبل أخذ الرأي عن أي أحد، كأن الأمر دبر بليل، فيقول هذا لصاحبه:
أبسط يدك فلا بايعك. ويقول آخر: بل أنت. وكل منهما يريد أن يفتح يد صاحبه ويبايعه، ومعهما أبو عبيدة الجراح حفار القبور بالمدينة (1) يدعو الناس إليهما (2) والوصي الأقدس والعترة الهادية وبنو هاشم ألهاهم النبي الأعظم وهو مسجى بين يديهم وقد أغلق دونه الباب أهله (3) وخلى أصحابه صلى الله عليه وآله وسلم بينه وبين أهله فولوا إجنانه (4) و مكث ثلاثة أيام لا يدفن (5) أو من يوم الاثنين إلى يوم الأربعاء أو ليلته (6) فدفنه أهله ولم يله إلا أقاربه (7) دفنوه في الليل أو في آخره (8) ولم يعلم به القوم إلا بعد سماع صريف المساحي وهم في بيوتهم من جوف الليل (9) ولم يشهد الشيخان دفنه صلى الله عليه وآله وسلم (10).
بعد ما رأى الرجل عمر بن الخطاب محتجرا يهرول بين يدي أبي بكر وقد نبر حتى أزبد شدقاه (11).
بعد ما قرعت سمعه عقيرة صحابي بدري عظيم - الحباب بن المنذر - وقد انتضى سيفه على أبي بكر ويقول: والله لا يرد علي أحد ما أقول إلا حطمت أنفه بالسيف،