أخص خصوصا عبد شمس ونوفلا * هما نبذانا مثل ما ينبذ الجمر هما أغمرا للقوم في أخويهما * فقد أصبحا منهم أكفهما صفر هما أشركا في المجد من لا أبا له * من الناس إلا أن يرس له ذكر (1) وتيم مخزوم وزهرة منهم * وكانوا لنا مولى إذا بني النصر فوالله لا تنفك منا عداوة * ولا منهم ما كان من نسلنا شفر (2) فقد سفهت أحلامهم وعقولهم * وكانوا كجفر بئس ما صنعت جفر قال ابن هشام: تركنا منها بيتين أقذع فيهما. قال الأميني: حذف ابن هشام منها ثلاثة أبيات لا تخفى على أي أحد غايته الوحيدة فيه، وإن الانسان على نفسه بصيرة و لو ألقى معاذيره. ألا وهي:
وما ذاك إلا سؤدد خصنا به * إله العباد واصطفانا له الفخر رجال تمالوا حاسدين وبغضة * لأهل العلى فبينهم أبدا وتر وليد أبوه كان عبدا لجدنا * إلى علجة زرقاء جال بها السحر يريد به الوليد بن المغيرة وكان من المستهزئين بالنبي الأعظم ومن الذين مشوا إلى أبي طالب عليه السلام في أمر النبي صلى الله عليه وآله وقد نزل فيه قوله تعالى: ذرني ومن خلقت وحيدا (3) وكان يسمى: الوحيد. في قومه.
ثم قام أبو طالب - حين رأى قريش يصنعون ما يصنعون في بني هاشم وبني المطلب فدعاهم إلى ما هو عليه من منع رسول الله صلى الله عليه وسلم والقيام دونه فاجتمعوا إليه و قاموا معه، وأجابوه ما دعاهم إليه إلا ما كان من أبي لهب عدو الله الملعون.
فلما رأى أبو طالب من قومه ما سره في جهدهم معه وحدبهم عليه، جعل يمدحهم ويذكر قديمهم، ويذكر فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم، ومكانه منهم، ليشد لهم رأيهم، وليحدبوا معه على أمره، فقال: