النبي صلى الله عليه وسلم إلى الشام مع عمه أبي طالب كان له من العمر اثنتا عشرة سنة وشهران وأيام. ولعل بلالا لم يكن بعد ولد. ا ه وقال ابن كثير في تاريخه 2: 285: إن قوله: وبعث أبو بكر معه بلالا إن كان عمره عليه الصلاة والسلام إذ ذاك اثنتي عشرة سنة فقد كان عمر أبي بكر إذ ذاك تسع سنين أو عشرة، وعمر بلال أقل من ذلك، فأين كان أبو بكر إذ ذلك؟ ثم أين كان بلال، كلاهما غريب، اللهم إلا أن يقال: إن هذا كان ورسول الله صلى الله عليه وسلم كبيرا، إما بأن يكون سفره بعد هذا أو إن كان القول بأن عمره كان إذ ذاك اثنتي عشرة سنة غير محفوظ فإنه إنما ذكره مقيدا بهذا الواقدي، وحكى السهيلي عن بعضهم أنه كان عمره على الصلاة والسلام إذ ذاك تسع سنين والله أعلم.
قال الأميني: إن ابن كثير غض البصر عما في الرواية من خرافة البيعة كأن لم يكن شيئا مذكورا. ثم أتى في تصحيح بعث أبي بكر بلالا بما لا يخفى على فساده، إذ لم يزد سفر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الشام مع أبي طالب عليه السلام على المرة الواحدة، و كون عمره صلى الله عليه وآله وسلم اثنى عشر عاما محفوظ عند ابن سعد وابن جرير وابن عساكر و ابن الجوزي، ولم ينحصر بالواقدي كما حسبه. وقد سافر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الشام مرة ثانية سنة خمس وعشرين من عام الفيل مع ميسرة غلام السيدة خديجة سلام الله عليها وليس هناك أي ذكر من " بحيرا " وإنما فيه قضية " نسطور " الراهب. (1).
وقال ابن سيد الناس في عيون الأثر 1: 43 مثل مقالة الدمياطي المذكورة وكذلك الحلبي في السيرة النبوية 1 ص 129، والحديث أخرجه ابن الجوزي في صفة الصفوة 1: 21، من طريق داود بن الحصين وليس فيه أثر من الوهمين ولا ذكر من أبي بكر.
* (نظرة في حديث كعب) * وأما رواية كعب فإني لم أجدها في أصل من أصول الحديث، ولم أر لها سندا قط، وفي ذكر كعب وهو كعب الأحبار من رجال