وقوله: أنا دار العلم وعلي بابها.
وقوله: أنا ميزان العلم وعلي كفتاه.
وقوله: أنا ميزان الحكمة وعلي لسانه وقوله: أقضى أمتي علي.
وقوله: أقضاكم علي (1) إلى أمثال هذه من الكثير الطيب، أليست تلكم الآراء المجردة تخالف ما أسلفناه في الجزء الثالث ص 95 - 101 وفي نوادر الأثر في الجزء السادس من أقوال الصحابة الأولين والتابعين بإحسان في علم علي؟ نظراء عائشة. وعمر. ومعاوية. وابن عباس. وابن مسعود. وعدي بن حاتم.
وسعيد بن المسيب. وهشام بن عتبة. وعطاء وعبد الله بن حجل.
أنى يسوغ القول بأعلمية أي أحد من الأمة غير علي أمير المؤمنين بعد ما مر في الجزء الثالث ص 100 من إجماع أهل العلم أن عليا عليه السلام هو وارث علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم دونهم. وما أسلفناه هناك من الصحيح الوارد عن مولانا أمير المؤمنين من قوله:
والله إني لأخوه ووليه وابن عمه ووارث علمه، فمن أحق به مني؟
ثم أي نجفة من العلم كانت آية فضلة عس شربها الخليفة من يد النبي الأعظم إن صحت الأحلام؟ أقوله في الأب؟ أم رأيه في الكلالة والجد والجدتين والخلافة وغيرها؟ أبمثل هذه كان هو وصاحبه ويفتيان في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
وأي صدر هذا لم يك ينضح بشئ من العلم - والاناء ينضح بما فيه - بعد ما صب فيه رسول الله كلما صب الله في صدره صلى الله عليه وآله؟.
وأنت جد عليم بأن الأخذ بمجامع تلكم الصحاح المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأقوال الصحابة والتابعين في علم أمير المؤمنين عليه السلام والجمع بينها وبين تلكم الآراء في علم أبي بكر يستلزم القول بأعلميته من رسول الله أيضا بعد كونه وعلي صلى الله عليهما وآلهما صنوين في الفضائل، بعد كون علي رديف أخيه الأقدس ونفسه في مآثره، بعد كونه وارث علمه وبابه وعيبته ووعاءه وخازنه، ولا أحسب كل القوم ولأجلهم يقول بذلك. نعم: من لم يتحاش عن الغلو في أبي حنيفة والقول بأعلميته من رسول الله