على ما كان يتوقع من الذبح صحبة إسحاق ذبيح الله حين صبر على ما ظن أنه نازل به من الذبح، وقال فيه مثل عمر بن الخطاب: لولا علي لهلك عمر، ولا أعاشني الله لمشكلة ليس لها أبو الحسن. ودهره كله إسلام وزمانه أجمع إيمان، لم يكفر بالله طرفة عين، عاش في نصرة الاسلام حميدا، ومضى لسبيله شهيدا، جعلنا الله ممن آثر المحبة في القربى، وهدانا للتي هي أحسن وأولى، وحسبنا الله منزل الغيث وفاطر النسم (1).
وقد أبان عن مذهبه الحق [الإمامية] في شعره بقوله:
بالنص فاعقد إن عقدت يمينا * كل اعتقاد الاختيار رضينا مكن لقول إلهنا تمكينا *: واختار موسى قومه سبعينا وقال في قصيدته البائية التي مرت:
لم تعلموا أن الوصي هو الذي * آتي الزكاة وكان في المحراب لم تعلموا أن الوصي هو الذي * حكم (الغدير) له على الأصحاب وله قوله:
إن المحبة للوصي فريضة * أعني أمير المؤمنين عليا قد كلف الله البرية كلها * واختاره للمؤمنين وليا وما في (لسان الميزان) من اشتهاره بذلك المذهب (الاعتزال) وإنه كان داعية إليه فيدفعه تخطأته أولا من زعم أنه من معتنقيه، وما نقله عن القاضي عبد الجبار من أنه لما تقدم للصلاة عليه قال: ما أدري كيف أصلي على هذا الرفضي، وما تكرر في شعره من قذف أعدائه له بالرفض، إلا أن يريد ابن حجر الاشتهار المحض دون الحقيقة فليلتئم مع قوله الآخر.
والذي أرتأيه ويساعدني فيه الدليل أن الصاحب كغيره من أعلام الإمامية كان يوافق المعتزلة في بعض المسائل كمسألة العدل التي تطابقت آراء الشيعة والمعتزلة فيها على مجابهة الأشاعرة في الجبر واستلزامه تجوير الحق تعالى، وإن افترقا من ناحية أخرى في باب التفويض وأمثال هذه، فقد كان يصعب على الباحث التمييز بين