له الملك الصالح طلايع بن رزيك فلما أحضرت للسلام عليهما في قاعة الذهب في قصر الخليفة أنشدتهما قصيدة أولها:
الحمد للعيس بعد العزم والهمم * حمدا يقوم بما أولت من النعم لا أجحد الحق عندي للركاب يد * تمنت اللجم فيها رتبة الخطم قربن بعد مزار العز من نظري * حتى رأيت إمام العصر من أمم ورحن من كعبة البطحاء والحرم * وفدا إلى كعبة المعروف والكرم فهل درى البيت إني بعد فرقته * ما سرت من حرم إلا إلى حرم؟!
حيث الخلافة مضروب سرادقها * بين النقيضين من عفو ومن نقم وللإمامة أنوار مقدسة * تجلو البغيضين من ظلم ومن ظلم وللنبوة أبيات ينص لنا * على الخفيين من حكم ومن حكم وللمكارم أعلام تعلمنا * مدح الجزيلين من بأس ومن كرم وللعلى ألسن تثنى محامدها * على الحميدين من فعل ومن شيم وراية الشرف البذاخ ترفعها * يد الرفيعين من مجد ومن همم أقسمت بالفائز المعصوم معتقدا * فوز النجاة وأجر البر في القسم لقد حمى الدين والدنيا وأهلهما * وزيره الصالح الفراج للغمم اللابس الفخر لم تنسج غلائله * إلا يدا لصنيع السيف والقلم وجوده أوجد الأيام ما اقترحت * وجوده أعدم الشاكين للعدم قد ملكته العوالي رق مملكة * تعير أنف الثريا عزة الشمم أرى مقاما عظيم الشأن أوهمني * في يقظتي أنها من جملة الحلم يوم من العمر لم يخطر على أملي * ولا ترقت إليه رغبة الهمم ليت الكواكب تدنو لي فأنظمها * عقود مدح فما أرضى لكم كلمي ترى الوزارة فيه وهي باذلة * عند الخلافة نصحا غير متهم عواطف علمتنا أن بينهما * قرابة من جميل الرأي لا الرحم خليفة ووزير مد عدلهما * ظلا على مفرق الاسلام والأمم زيادة النيل نقص عند فيضهما * فما عسى يتعاطى منة الديم