وإنك لا تدري إذا نظم شعرا هل هو ينضد درا؟ أو يفرغ في بوتقة القريض تبرا؟ فقد ضم شعره إلى الجزالة قوة، وإلى السلاسة رونقا، وفوق كل ذلك مودته المتواصلة لعترة الوحي وقوله بإمامتهم عليهم السلام حتى لفظ نفسه الأخير ضحية ذلك المذهب الفاضل; وقد أبقت تآليفه القيمة وآثاره العلمية والأدبية له ذكرا خالدا مع الأبد منها: النكت العصرية في أخبار الوزراء المصرية. وتاريخ اليمن. وكتاب في الفرايض، وديوان شعره، وقصيدة كتبها إلى صلاح الدين سماها: [شكاية المتظلم ونكاية المتألم].
قال في كتابه (النكت العصرية) (1) ص 7 عند ذكر نسبه: فأما جرثومة النسب فقحطان ثم الحكم بن سعد العشيرة المذحجي، وأما الوطن فمن تهامة باليمن مدينة مرطان من وادي وساع وبعدها من مكة في مهب الجنوب أحد عشر يوما، وبها المولد المربى وأهلها بقية العرب في تهامة، وكانت رئاستهم وسياستهم تنتهي إلى المشيب بن سليمان وهو جدي من جهة الوالدة، وإلى زيدان بن أحمد وهو جدي لأبي، وهما ابنا عم، وكان زيدان يقول: أنا أعد أسلافي أحد عشر جدا ما منهم إلا عالم مصنف في عدة علوم، ولقد أدركت عمي علي بن زيدان، وخالي محمد بن المشيب، ورئاسة حكم بن سعد العشيرة تقف عليهما وتنتهي إليهما. إلى أن قال: قلت لأخي يحيى يوما: من القائل في جديك: المشيب بن سليمان وزيدان بن أحمد:
إذا طرقتك أحداث الليالي * ولم يوجد لعلتها طبيب وأعوز من يجيرك من سطاها * فزيدان يجيرها والمشيب هما ردا علي شتيت ملكي * ووجه الدهر من رغم قطوب وقاما عنه خذلاني بنصري * قياما تستكين به الخطوب فقال: هو السلطان علي بن حبابة الفرودي كان قومه قد أخرجوه من ملكه وأفقروه من ملكه وولوا عليهم أخاه سلامة فنزل بهما فسارا معه في جموع من قومهما حتى عزلا سلامة ووليا عليا وأصلحا له قومه، وكان الذي وصل إليه من برهما وأنفقاه