ثغور المسلمين أحدا من سبي ذلك الثغر، لأن الأنفس تحن إلى أوطانها، وتشفق على أجناسها، وتحب مصالحها وإن كانت مخالفة لأديانها، فقال المأمون: اكتبوا هذا الكلام بماء الذهب (1).
أقول: من أراد أن يقف على بعض ما يخبر عن علمه عليه السلام، فعليه بأن يراجع الخطب المروية عنه عليه السلام، واحتجاجه عليه السلام، مع الجاثليق (2)، ورأس الجالوت (3)، ورؤساء الصابئين (4)، والهربذ (5) الأكبر، وأصحاب الزردشت (6)، ونسطاس الرومي (7)، والمتكلمين في مجلس المأمون، وجوابه عليه السلام لأسئلة عمران الصابئ، وإسلام عمران ببركته، وكان عمران جدلا لم يقطعه عن حجته أحد قط، واحتجاجه عليه السلام على سليمان المروزي واحد خراسان، وغير ذلك (8).