بقاء المودة، أو أظنك تركتها لرغبتي عن فعلك ذلك وعدم رضاي بذلك شفقة عليك ويمكن أن يكون تركبها بالباء الموحدة أي أظنك ركبت هذه الأمور للرغبة في الدنيا وملكها و رئاستها ويؤيد الأخير ما في نسخة الاحتجاج في جواب ذلك ويؤيد الوسط ما في رواية الكشي " أنت لي عنها راغب " وشق العصا كناية عن تفريق الجمع.
قوله عليه السلام: " وما أظن الله راضيا بترك ذلك " أي بعد حصول شرائطه و " الإحنة " بالكسر الحقد والعداوة، قوله " الرحلتين " أي رحلة الشتاء والصيف وفي الاحتجاج: " ولولا ذلك لكان أفضل شرفك وشرف أبيك تجشم الرحلتين اللتين بنا من الله عليكم فوضعهما عنكم " وفيه بعد قوله " وإن أكدك تكدني " وهل رأيك إلا كيد الصالحين منذ خلقت فكدني ما بدالك إن شئت فإني أرجو أن لا يضرني كيدك، و أن لا يكون على أحد أضر منه على نفسك، على أنك تكيد فتوقظ عدوك، وتوبق نفسك كفعلك بهؤلاء الذين قتلتهم ومثلت بهم بعد الصلح والعهد والميثاق. وفيه " غلام من الغلمان يشرب الشراب ويلعب بالكعاب " قوله لعنه الله: " لقد كان في نفسه ضب 1 " في أكثر النسخ بالصاد المهملة ولعله بالضم.
قال الجزري 2: " وفيه لتعودن فيها أساود صبا ": الأساود الحيات والصب جمع صبوب على أن أصله صبب كرسول ورسل، ثم خفف كرسل فادغم وهو غريب من حيث الادغام، قال النضر: ان الأسود إذا أراد أن ينهش ارتفع ثم انصب على الملدوغ انتهى.
أقول: الأظهر أنه بالضاد المعجمة، قال الجوهري: الضب الحقد تقول: أضب فلان على غل في قلبه أي أضمره انتهى، ويقال: لم يحفل بكذا: أي لم يبال به وفي الاحتجاج: لم يحفل به صاحبه ولعله أظهر، قوله: " ولا أمحكه " من المحك اللجاج والمماحكة الملاجة، وفي بعض النسخ باللام ولعله من المحل بمعنى الكيد والأول أظهر.