قوله: " إني لا أخاف " فيما عندنا من نسخ الكافي " إني أخاف " ولعل ما هنا أظهر قوله عليه السلام: " ولم يجعل الله " الظاهر أن المراد قطع عذره في ترك ذلك أي ليس للشيطان عليك سلطان يجبرك على الانكار ولا ينافي ذلك، قوله تعالى: " إنما سلطانه على الذين يتولونه " 1 لان ذلك بجعل أنفسهم لا بجعل الله ذلك أو السلطان في الآية محمول على ما [لا] يتحقق معه الجبر، أو المعنى أنك من عباد الله الصالحين وقد قال تعالى: " ان عبادي ليس لك عليهم سلطان " 2 ويحتمل أن يكون جملة دعائية.
قوله: " وعند الله " في الكافي وعند الله جل اسمه في الكتاب وراثة من النبي صلى الله عليه وآله أضافها الله عز وجل [له] في وراثة أبيه وأمه عليهما السلام فعلم الله، أي كونه إماما، مثبت عند الله في اللوح أو في القرآن وقد ذكر الله وراثته مع وراثة أبيه وأمه كما سبق في وصية النبي صلى الله عليه وآله فيكون " في " بمعنى " إلى " أو " مع " ويحتمل أن تكون " في " سببية، كما أن الظاهر مما في الكتاب أن يكون كذلك.
قوله: " ألا وإن في رأسي كلاما " أي في فضائلك ومناقبك " لا تنزفه الدلاء " أي لا تفنيه كثرة البيان من قولك نزفت ماء البئر إذا نزحت كله " ولا تغيره بعد الرياح " كناية عن عذوبته وعدم تكدره بقلة ذكره فان ما لم تهب عليه الرياح تتغير وفي الكافي: نغمة الرياح و إن ذلك أيضا قد يصير سببا للتغير أي لا يتكرر ولا يتكدر بكثرة الذكر ومرور الأزمان أو كنى بالرياح عن الشبهات التي تخرج من أفواه المخالفين الطاعنين في الحق كما قال تعالى:
" يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم ". 3 قوله: " كالكتاب المعجم من الاعجام " بمعنى الاغلاق يقال: أعجمت الكتاب خلاف أعربته، وباب معجم كمكرم مقفل، كناية عن أنه من الرموز والاسرار، أو من التعجيم أو الاعجام بمعنى إزالة العجمة بالنقط والاعراب أشار به إلى إبانته عن المكتوبات 4 " والرق " ويكسر جلد رقيق يكتب فيه والصحيفة البيضاء، ويقال: " نمنمه " أي زخرفه ورقشه والنبت المنمنم الملتف المجتمع، وفي بعض نسخ الكافي: المنهم من النهمة، بلوغ الهمة في الشئ، كناية عن كونه ممتلئا أو من قولهم: أنهم البرد والشحم، أي