إذا أبليت، وأوليت، إن لم تعنى على شكر ما أوليت، وما أخف ميزاني غدا إن لم ترجحه، وأزل لساني إن لم تثبته، وأسود وجهي إن لم تبيضه.
رب كيف بي بذنوبي التي سفلت منى قد هد لها أركاني، رب كيف لي بطلب شهوات الدنيا أو أبكى على حميم فيها، ولا أبكى على نفسي وتشتد حسراتي لعصياني وتفريطي، رب دعتني دواعي الدنيا فأجبتها سريعا وركنت إليها طائعا، ودعتني دواعي الآخرة فتثبطت عنها، وأبطأت في الإجابة والمسارعة إليها كما سارعت إلى دواعي الدنيا وحطامها الهامد، ونسيمها البائد، وسرابها الذاهب، رب خوفتني و شوقتني واحتججت على وكفك برزقي، فأمنت خوفك، وتثبطت عن تشويقك، ولم أتكل على ضمانك، وتهاونت باحتجاجك، اللهم اجعل أمنى منك في هذه الدنيا خوفا، و حول تثبيطي شوقا، وتهاوني بحجتك فرقا منك ثم رضني بما قسمت لي من رزقك يا كريم.
أسألك باسمك العظيم رضاك عند السخطة، والفرجة عند الكربة، والنور عند الظلمة، والبصيرة عند شدة الغفلة، رب اجعل جنتي من الخطايا حصينة، و درجاتي في الجنان رفيعة، وأعمالي كلها متقبلة، وحسناتي مضاعفة زاكية، أعوذ بك من الفتن كلها ما ظهر منها وما بطن، ومن شر المطعم والمشرب ومن شر ما أعلم ومن شر ما لا أعلم، وأعوذ بك أن أشتري الجهل بالعلم أو الجفاء بالحلم، أو الجور بالعدل، أو القطيعة بالبر، أو الجزع بالصبر، أو الضلالة بالهدى، أو الكفر بالايمان.
اللهم إني أسألك برحمتك التي لا تنال إلا برضاك والخروج من جميع معاصيك والدخول في كل ما يرضيك، والنجاة من كل ورطة، والمخرج من كل كبيرة أتى بها منى عمد أو زل بها منى خطأ أو خطر بها خطرات الشيطان، أسألك خوفا توقفني به على حدود رضاك، وتشعث به عنى كل شهوة خطر بها هواي، وأستزل عندها رأيي لتجاوز حد حلالك.