بعده لا يحتاج إلى الدعاء، أو المراد الايمان بالدليل وبعد الموت فينقلب ضرورة و عيانا، والأول أظهر كما يدل عليه ما بعده من الفقرات، والحاصل أنه لا يكون له أجل إلا لقاؤك، وهو لا يكون أجلا كقوله صلى الله عليه وآله (بيد أنى من قريش).
ويحتمل أن يكون المراد بالأجل الحد الذي ينتهى إليه، أي يكون إيماني مترقيا في الكمال لا ينتهى إلى حد إلا إلى اللقاء، وهو غاية مراتب العرفان، أو يكون (دون) بمعنى (عند) أي لا يكون له أجل الموت، والتخصيص لأنه عند ذلك يوسوس الشيطان.
ويحتمل وجها خامسا وهو أن يكون المراد بالدعاء الرؤية ويكون المعنى لا أجل له سوى الرؤية، والرؤية لا تكون أجلا لامتناعها، فلا أجل له أصلا، و يكون إشارة إلى ما مر في الخبر أن الرؤية توجب سلب الايمان الذي كان في الدنيا.
(نصرا في دينك) أي وفقني لان أنصر دينك، وفي بعض النسخ بالباء أي بصيرة، وهو أظهر.
وقال الجوهري: الكفل الضعف قال تعالى (يؤتكم كفلين من رحمته) ويقال إنه النصيب.
أقول: يحتمل أن يكون المراد النعم الظاهرة والباطنة في الدنيا والآخرة (وبيض وجهي بنورك) في الآخرة أو الأعم منها ومن الأنوار المعنوية في الدنيا، كما قال تعالى: ﴿سيماهم في وجوههم من أثر السجود﴾ (1) ورد في الخبر في المتهجدين خلوا بربهم فألبسهم من نوره (فيما عندك) أي من المثوبات والقربات (في سبيلك أي في الجهاد أو الأعم كائنا وثابتا (على ملتك) والكسل التثاقل عن الامر و الفترة الانكسار والضعف، والملتحد الملجأ.
(فلا تردني في هلكة) أي أما إذا نجيتني من هلكة فلا تردني فيها بمنع لطفك