قيل: وإنما يسبح لله كل شئ دون العرش عند الزوال خاصة مع تسبيحه إياه في كل وقت على الدوام، لظهور النقص بالزوال والانحطاط والهبوط للشمس التي هي رئيس السماء وواهب الضياء بأمر الله سبحانه وطاعته، وهي مما يعبد من دون الله، وهي أعظم كوكب في السماء جسما ونورا، فيسبح الله عند ذلك عما يوجب النقص والأفول: قال الخليل عليه السلام لما أفلت " إني لا أحب الآفلين إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين " (1).
وإنما يصلي الله على نبيه صلى الله عليه وآله في تلك الساعة لتسبيحه صلى الله عليه وآله إياه في تلك الساعة زيادة على غيرها من الساعات وليشار بذلك إلى أنه ليس لارتفاع منزلته صلى الله عليه وآله انحطاط، ولا لصعوده إلى جنابه سبحانه هبوط، وعلة فرض الصلاة في تلك الساعة هي علة التسبيح.
ثم إن الخبر يدل على أن صلاة العصر هي الوسطى وسيأتي تحقيقها.
قوله صلى الله عليه وآله: " من وقت صلاة العصر " وفي الفقيه (2) ما بين العصر، و المراد بالعشاء هو المغرب، والجملة بيان لقوله ثلاث مائة أو خبر بعد خبر لكان وقوله: " في أيام الآخرة " جملة معترضة لبيان أن الثلاث مائة من أيام الدنيا لا الآخرة، فان أيام الآخرة كل منها كألف سنة من أيام الدنيا، ولذا كان ما بين عصره إلى المغرب الذي هو قريب من ثلث اليوم ثلاث مائة سنة. التي تقرب من ثلث الألف، ويفهم منه أن وقت العصر يدخل بعد مضى سبعة أعشار من اليوم، وهو قريب من مضى مثل القامة من الظل.
قوله صلى الله عليه وآله: " إلى صلاة العتمة " أي إلى الجماعة بها أو إلى المسجد لايقاعها أو الأعم والعتمة وقت صلاة العشاء، ويدل على عدم كراهة تسمية العشاء بالعتمة ولا الصبح بالفجر خلافا للشيخ - ره - قال: في المنتهى قال الشيخ: " يكره تسمية