في توهم الزوال، فهو منه على وبال، فزهر مصباح الهدى في قلبه وقرب على نفسه البعيد، وهون الشديد، فخرج من صفه العمى، ومشاركة الموتى، وخيار من مفاتيح الهدى، ومغاليق أبواب الردى، واستفتح بما فتح به العالم أبوابه، وخاض بحاره، وقطع غماره، ووضحت له سبيله ومناره، واستمسك من العرى بأوثقها، واستعصم من الجبال بأمتنها، خواض غمرات، فتاح مبهمات، [دفاع معضلات، دليل فلوات، يقول فيفهم، ويسكت فيسلم، قد أخلص لله، فاستخلصه، فهو من معادن دينه وأوتاد أرضه، قد ألزم نفسه العدل، فكان أول عدله نفي الهوى عن نفسه، يصف الحق ويعمل به لا يدع للخير غاية إلا أمها] ولا مطية إلا قصدها.
[تم القسم الأول من كتاب الروضة ويليه القسم الثاني أوله كتاب الغارات]