الدنيا إليه، في ظل عيش غفول (1) إذ وطئ الدهر به حسكه، ونقضت الأيام قواه، ونظرت إليه الحتوف من كثب، فخالطه بث لا يعرفه، ونجي هم ما كان يجده (2) وتولدت فيه فترات علل آنس ما كان بصحته، ففزع إلى ما كان عوده الأطباء من تسكين الحار بالقار (3) وتحريك البارد بالحار، فلم يطفئ ببارد إلا ثور حرارة، ولا حرك بحار إلا هيج برودة، ولا اعتدل بممازج لتلك الطبايع إلا أمد منها كل ذات داء (4) حتى فتر معللة، وذهل ممرضه، وتعايا أهله بصفة دائه، وخرسوا عن جواب السائلين عنه، وتنازعوا دونه شجي خبر يكتمونه (5)
(٤٣٦)