ظافرا بفرحة البشرى، وراحة النعمى في أنعم نومه (1) وآمن يومه، قد عبر معبر العاجلة حميدا، وقدم زاد الأجلة سعيدا، وبادر من وجل، وأكمش في مهل، ورغب في طلب، وذهب عن هرب (2) وراغب في يومه غده، ونظر قدما أمامه، فكفى بالجنة ثوابا، ونوالا وكفى بالنار عقابا ووبالا، وكفى بالله منتقما ونصيرا، وكفى بالكتاب حجيجا وخصيما.
ومنها: أم هذا الذي أنشأه في ظلمات الأرحام [وشغف الأستار نطفة دهاقا وعلقة محاقا، وجنينا وراضعا] (3) ووليدا ويافعا (4) ثم منحه قلبا حافظا، ولسانا لافظا، وبصرا لاحظا، ليفهم معتبرا، ويقصر مزدجزا، حتى إذا قام اعتداله، واستوى مثاله (5) نفر مستكبرا، وخبط سادرا ماتحا في غرب هواه، كادحا سعيا لدنياه في لذات طربه، وبدوات أربه، ثم لا يحتسب رزية (6) ولا يخشع نعيه، فمات في قبيلته