سلسا، ثم القي على الأعواد رجيع وصب، ونضو سقم، تحمله حفدة الولدان وحشدة الاخوان، إلى دار غربته، ومنقطع زورته (1) حتى إذا انصرف المشيع ورجع المتفجع أقعد في حفرته نجيا لبهتة السؤال، وعثرة الامتحان (2).
وأعظم ما هنالك بلية نزل الحميم، وتصلية الجحيم، وفورات السعير، و سورات الزفير (3) لا فترة مريحة، ولا دعة مزيحة، ولا قوة حاجزة، ولا موتة ناجزة ولا سنة مسلية، بين أطوار الموتات وعذاب الساعات. إنا بالله عائذون (4).
عباد الله أين الذين عمروا فنعموا، وعلموا ففهموا، ونظروا فلهوا، وسلموا فنسوا، أمهلوا طويلا، ومنحوا جميلا، وحذروا أليما، ووعدوا جسيما، احذروا الذنوب المورطة، والعيوب المسخطة.
أولى الاسماع والابصار، والعافية والمتاع! هل من مناص، أو خلاص، أو معاذ أو ملاذ، أو قرار، أو مجاز (5) أم لا؟ فأنى تؤفكون؟ أم أين تصرفون؟ أم بماذا