ولا نقصان، ولا للاستعانة بها على ند مكاثر، ولا للاحتراز بها من ضد مثاور (1)، ولا للازدياد بها في ملكه، ولا لمكاثرة شريك في شركه، ولا لوحشة كانت منه فأراد أن يستأنس إليها، ثم هو يفتيها بعد تكوينها، لا لسأم دخل عليه في تصريفها وتدبيرها ولا لراحة واصلة إليه، ولا لثقل شئ منها عليه، لا يمله طول بقائها فيدعوه إلى سرعة إفنائها، لكنه سبحانه دبرها بلطفه، وأمسكها بأمره، وأتقنها بقدرته، ثم يعيدها بعد الفناء من غير حاجة منه إليها، ولا استعانة بشئ منها عليها، ولا لانصراف من حال وحشة إلى حال استئناس، ولا من حال جهل وعمى إلى علم والتماس، ولا من فقر وحاجة إلى غنى وكثرة، ولا من ذل وضعة (2) إلى عز وقدرة.
15 - ومن خطبة له عليه السلام (3) الحمد لله الذي أظهر من آثار سلطانه وجلال كبريائه ما حير مقل العيون من عجائب قدرته (4)، وردع خطرات هماهم النفوس (5) عن عرفان كنه صفته وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة إيمان وإيقان وإخلاص وإذعان. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله وأعلام الهدى دارسة، ومناهج الدين طامسة (6) فصدع بالحق، و نصح للخلق، وهدى إلى الرشد، وأمر بالقصد صلى الله عليه وآله.
واعلموا عباد الله أنه لم يخلقكم عبثا، ولم يرسلكم هملا، علم مبلغ نعمه عليكم، وأحصى إحسانه إليكم، فاستفتحوه واستنجحوه واطلبوا إليه واستميحوه (7)