الانعام ما لا تنفده مطالب الأنام، لأنه الجواد الذي لا يغيضه سؤال السائلين (1) ولا يبخل إلحاح الملحين.
ومنها:
لا تقدر عظمة الله سبحانه على قدر عقلك فتكون من الهالكين، هو القادر الذي إذا ارتمت الأوهام (2) لتدرك منقطع قدرته، وحاول الفكر المبرء من خطر الوساوس أن يقع عليه في عميقات غيوب ملكوته (3) وتولهت القلوب إليه لتجري في كيفيات صفاته، وغمضت (4) مداخل العقول في حيث لا تبلغه الصفات لتنال علم ذاته ردعها وهي تجوب مهاوي سدف الغيوب، متخلصة إليه سبحانه (5) فرجعت إذ جبهت معترفة بأنه لا ينال بجور الاعتساف كنه معرفته (6) ولا يخطر ببال أولى الرويات خاطرة من تقدير جلال عزته، الذي ابتدع الخلق على غير مثال امتثله، ولا مقدار