وصعد المنبر وهو مغضب (1) فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي.
وقال: الحمد لله الذي لا يفره المنع والجمود (2) ولا يكديه الاعطاء والجود إذ كل معط مستقص سواه، وكل مانع مذموم ما خلاه (3) وهو المنان بفوائد النعم وعوائد المزيد والقسم (4) عياله الخلائق ضمن أرزاقهم، وقدر أقواتهم، ونهج سبيل الراغبين إليه والطالبين ما لديه، وليس بما سئل بأجود منه بما لم يسأل، الأول الذي لم يكن له قبل فيكون شئ قبله، والآخر الذي ليس له بعد فيكون شئ بعده والرادع أناسي الابصار عن أن تناله أو تدركه (5) ما اختلف عليه دهر فيختلف منه الحال، ولا كان في مكان فيجوز عليه الانتقال، ولو وهب تنفست عنه معادن الجبال وضحكت عنه أصداف البحار (6) من فلز اللجين والعقيان، ونثارة الدر وحصيد المرجان ما أثره ذلك في وجوده (7) ولا أنفد سعة ما عنده، ولكان عنده من ذخائر