مؤثرات أو معدات لتأثير الرب سبحانه، أو أنه تعالى أجرى العادة بخلق الحرارة أو الضوء عقيب محاذاة الشمس مثلا، والأكثر على الأخير. والثاني كون حركاتها وأوضاعها ومقارناتها واتصالاتها مؤثرة ناقصة في خلق الحوادث على أحد الوجوه الثلاثة المتقدمة، فلا ريب أن القول به فسق وقول بما لا يعلم، ولا دليل يدل عليه من عقل ولا نقل، بل ظواهر الآيات والأحبار خلافه، والقول، به جرأة على الله.
وأما أنه ينتهي إلى حد الكفر فيشكل الحكم به، وإن لم يكن مستبعدا. والكراجكي - ره - لم يفرق فيما مر بين هذا الوجه والوجه الأول، وإنما النزاع في الثاني دون الأول. وأما كونها أمارات وعلامات جعلها الله دلالة على حدوث الحوادث في عالم الكون والفساد، فغير بعيد عن السداد، وقد عرفت أن كثيرا من الاخبار تدل على ذلك، وهي إما مفيدة للعلم العادي لكنه مخصوص ببعض الأنبياء والأئمة عليهم السلام ومن أخذها منهم لان الطريق إلى العلم بعدم ما يرفع دلالتها من وحي أو إلهام والإحاطة بجميع الشرائط والموانع والقوابل مختصة بهم، أو مفيدة للظن ووقوع مدلولاتها مشروط بتحقق شروط ورفع موانع، وما في أيدي الناس ليس ذلك العلم أصلا أو بعضه منه لكنه غير معلوم بخصوصه، ولا يفيد العلم قطعا، وإفادته نوعا من الظن مشكوك فيه.
وأما تعليمه وتعلمه والعمل به فأقسام: منها استخراج التقاويم والاخبار بالأمور الخفية أو المستقبلة وأخذ الطوالع والحكم بها على الأعمار والأحوال، و الظاهر حرمة ذلك لشمول النهي له، وما ورد أنها دلالات وعلامات لا يدل على التجويز لغير من أحاط علمه بجميع ذلك من المعصومين عليهم السلام، وما دل على الجواز فأخبار أكثرها ضعيفة، ويمكن حمل بعضها على التقية بشيوع العمل بها في زمن خلفاء الجور والسلاطين في أكثر الاعصار، وتقرب المنجمين عندهم، وربما يومئ بعض الأخبار إليه، ويمكن حمل أخبار النهي على الكراهة الشديدة، والجواز على الإباحة، أو حمل أخبار النهي على ما إذا اعتقد التأثير، والجواز على عدمه كما فعله السيد بن طاووس - ره - وغيره، لكن الأول أظهر وأحوط.