بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٤ - الصفحة ٣٣٧
لهم أمير المؤمنين عليه السلام: دعوه، لان حجج الله لا تقوم بالطيش، ولا بالباطل تظهر براهين الله، ثم التفت إلى الرجل وقال: سل بكل لسانك فإني مجيب إن شاء الله.
فقال: كم بين المشرق والمغرب! فقال: مسافة الهواء، قال فكم (1): مسافة الهواء قال: دوران الفلك قال: ما دوران الفلك؟ قال: مسيرة يوم للشمس قال الرجال: صدقت، فمتى القيامة؟ قال: عند حضور المنية وبلوغ الاجل. قال صدقت، فكم عمر الدنيا؟ قال: يقال سبعة آلاف ثم لا تحديد. قال: صدقت فأين مكة من بكة؟ قال: مكة أكناف الحرم، وبكة مكان البيت. قال:
ولم سميت مكة مكة، قال: لان الله مك الأرض من تحتها أي دحاها، قال: فلم سميت بكة؟ قال: لأنها بكت عيون الجبارين والمذنبين (2). قال: صدقت قال: وأين كان الله قبل [خلق] عرشه؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: سبحان من لا يدرك كنه صفته حملة عرشه على قرب زمراتهم من كراسي كرامته. ولا الملائكة المقربون من أنوار سبحات جلاله! ويحك لا يقال لم، ولا كيف، ولا أين، ولا متى ولا بم، ولا مم (3)، ولا حيث، ولا أنى. فقال الرجل: صدقت، فكم مقدار ما لبث العرش على الماء قبل خلق الأرض والسماء فقال: أتحسن أن تحسب؟ فقال: نعم (1) فقال أمير المؤمنين عليه السلام أفرأيت لو صبت في الأرض خردل حتى سد الهواء وملا ما بين الأرض والسماء، ثم اذن لك على ضعفك أن تنقله حبة حبة من المشرق إلى المغرب ثم مدلك في العمر حتى نقلته وأحصيته لكان ذلك أيسر من إحصاء ما لبث العرش على الماء قبل خلق الأرض والسماء، وإنما وصفت لك جزء من عشر عشير ما لبث العرش على الماء قبل خلق الأرض والسماء، وإنما وصفت لك [جزء] من عشر عشير من جزء من مئة ألف جزء، وأستغفر الله من التقليل في التحديد! قال: فحرك الرجل

(1) وكم (خ).
(2) في المخطوطة: بكت عيون المذنبين ورقاب الجبارين.
(3) في بعض النسخ: ولا فيم ولا أنى.
(4) في المخطوطة: فقال: لعلك لا تحسن، فقال: بلى.
(٣٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * أبواب * * كليات أحوال العالم وما يتعلق بالسماويات * * الباب الأول * حدوث العالم وبدء خلقه وكيفيته وبعض كليات الأمور 2
3 تفسير الآيات، وبحث وتحقيق حول: " خلق السماوات والأرض في ستة أيام " 6
4 تحقيق في خلق الأرض قبل السماء، أم السماء قبلها 22
5 معنى الحدوث والقدم 31(ه‍)
6 اخبار وخطب في التوحيد 32
7 فيما قاله الرضا عليه السلام لعمران الصابي، وفيه بيان 47
8 الدليل على حدوث الأجسام 62
9 في أن أول ما خلقه الله النور 73
10 في خلق الأشياء 77
11 تفسير قوله تعالى: " وكان عرشه على الماء " 95
12 في إماتة الخلق 104
13 الخطبة التي خطبها أمير المؤمنين (ع) في التوحيد وخلق الأشياء، وفيها بيان 106
14 الخطبة التي خطبها علي عليه السلام، ويذكر فيه ابتداء خلق السماوات... 176
15 في خلق الأشياء من الأنوار الخمسة الطيبة عليهم السلام 192
16 في أن أول ما خلق الله تعالى نور حبيبه محمد صلى الله عليه وآله 198
17 في أن الله تعالى خلق أرض كربلا قبل أن يخلق أرض الكعبة، ودحي الأرض من تحتها 202
18 بيان في علة تخصيص الستة أيام بخلق العالم، وتحقيق حول: اليوم، والسنة القمرية والشمسية، ومعنى الأسبوع في خلق الله 216
19 في بيان معاني الحدوث والقدم 234
20 في تحقيق الأقوال في ذلك 238
21 في كيفية الاستدلال بما تقدم من النصوص 254
22 الدلائل العقلية، وبطلان التسلسل 260
23 في دفع بعض شبه الفلاسفة الدائرة على ألسنة المنافقين والمشككين 278
24 بحث وتحقيق في أول المخلوقات 306
25 بحث وتحقيق ورفع اشكال عن آيات سورة السجدة... 309
26 * الباب الثاني * العوالم ومن كان في الأرض قبل خلق آدم عليه السلام ومن يكون فيها... 316
27 معنى قوله تعالى: " وممن خلقنا أمة يهدون بالحق " والأقوال في هذه الأمة 316
28 في عدد مخلوقات الله تعالى 318
29 في الجن والنسناس 323
30 جابلقا وجابرسا، وقول الصادق عليه السلام: من وراء شمسكم أربعين شمس 329
31 فيما سئله موسى عليه السلام عن بدء الدنيا 331
32 بحث وتحقيق رشيق حول اخبار العوالم وجابلقا وجابرسا، وفي الذيل ما يناسب المقام 349
33 بحث حول عالم المثال 354
34 العلة التي من أجلها سميت الدنيا دنيا والآخرة آخرة 355
35 * الباب الثالث * القلم، واللوح المحفوظ، والكتاب المبين، والامام المبين، وأم الكتاب 357
36 تفسير الآيات 358
37 في اللوح المحفوظ والقلم 362
38 في أن اللوح من درة بيضاء 376