بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٤ - الصفحة ١٦٥
العامة! وهي كافية لمن طلب علم التوحيد إذا تدبرها وفهم ما فيها - إلى أن قال - ألا ترون إلى قوله (لا من شئ كان ولا من شئ خلق ما كان) فنفى بقوله (لا من شئ كان) معنى الحدوث، وكيف أوقع على ما خلقه (1) صفة الخلق والاختراع بلا أصل ولا مثال نفيا لقول من قال إن الأشياء كلها محدثة بعضها من بعض، وإبطالا لقول الثنوية الذين زعموا أنه لا يحدث شيئا إلا من أصل ولا يدبر إلا باحتذاء المثال، فدفع عليه السلام بقوله (لا من شئ خلق ما كان) جميع حجج الثنوية وشبههم، لان أكثر ما تعتمد الثنوية في حدوث العالم أن يقولوا: لا يخلو من أن يكون الخالق خلق الأشياء من شئ أو من لا شئ، فقولهم (من شئ) خطأ وقولهم (من لا شئ) مناقضة وإحالة، لان (من) يوجب شيئا و (لا شئ) ينفيه، فأخرج أمير المؤمنين عليه السلام هذه اللفظة على أبلغ الألفاظ، وأصحها وقال عليه السلام (لا من شئ خلق ما كان) فنفى (من) إذ كانت توجب شيئا، ونفى (الشئ) إذا كان كل شئ مخلوقا محدثا، لا من أصل أحدثه الخالق كما قالت الثنوية أنه خلق من أصل قديم فلا يكون تدبير إلا باحتذاء مثال.
التوحيد: عن علي بن أحمد الدقاق، عن محمد الأسدي، وأحمد بن يحيى بن زكريا القطان، عن بكر بن عبد الله بن حبيب، عن تميم بن بهلول، عن أبيه، عن أبي معاوية، عن الحصين بن عبد الرحمن، عن أبيه، وعن أحمد بن محمد بن الصقر، عن محمد بن العباس بن بسام، عن سعيد بن محمد البصري، عن عمرة بنت أوس (2)، عن الحصين بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن الصادق عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام مثله (3).
104 - الكافي: وعنه، عن محمد بن أبي عبد الله، رفعه عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
قال أمير المؤمنين عليه السلام لذعلب، إن ربي لطيف اللطافة، لا يوصف باللطف، قبل كل شئ لا يقال شئ قبله إلى قوله لا تحويه الأماكن، ولا تضمنه الأوقات - إلى قوله -

(1) في الكافي: على ما أحدثه.
(3) في المصدر: بنت أويس.
(3) التوحيد: 18.
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * أبواب * * كليات أحوال العالم وما يتعلق بالسماويات * * الباب الأول * حدوث العالم وبدء خلقه وكيفيته وبعض كليات الأمور 2
3 تفسير الآيات، وبحث وتحقيق حول: " خلق السماوات والأرض في ستة أيام " 6
4 تحقيق في خلق الأرض قبل السماء، أم السماء قبلها 22
5 معنى الحدوث والقدم 31(ه‍)
6 اخبار وخطب في التوحيد 32
7 فيما قاله الرضا عليه السلام لعمران الصابي، وفيه بيان 47
8 الدليل على حدوث الأجسام 62
9 في أن أول ما خلقه الله النور 73
10 في خلق الأشياء 77
11 تفسير قوله تعالى: " وكان عرشه على الماء " 95
12 في إماتة الخلق 104
13 الخطبة التي خطبها أمير المؤمنين (ع) في التوحيد وخلق الأشياء، وفيها بيان 106
14 الخطبة التي خطبها علي عليه السلام، ويذكر فيه ابتداء خلق السماوات... 176
15 في خلق الأشياء من الأنوار الخمسة الطيبة عليهم السلام 192
16 في أن أول ما خلق الله تعالى نور حبيبه محمد صلى الله عليه وآله 198
17 في أن الله تعالى خلق أرض كربلا قبل أن يخلق أرض الكعبة، ودحي الأرض من تحتها 202
18 بيان في علة تخصيص الستة أيام بخلق العالم، وتحقيق حول: اليوم، والسنة القمرية والشمسية، ومعنى الأسبوع في خلق الله 216
19 في بيان معاني الحدوث والقدم 234
20 في تحقيق الأقوال في ذلك 238
21 في كيفية الاستدلال بما تقدم من النصوص 254
22 الدلائل العقلية، وبطلان التسلسل 260
23 في دفع بعض شبه الفلاسفة الدائرة على ألسنة المنافقين والمشككين 278
24 بحث وتحقيق في أول المخلوقات 306
25 بحث وتحقيق ورفع اشكال عن آيات سورة السجدة... 309
26 * الباب الثاني * العوالم ومن كان في الأرض قبل خلق آدم عليه السلام ومن يكون فيها... 316
27 معنى قوله تعالى: " وممن خلقنا أمة يهدون بالحق " والأقوال في هذه الأمة 316
28 في عدد مخلوقات الله تعالى 318
29 في الجن والنسناس 323
30 جابلقا وجابرسا، وقول الصادق عليه السلام: من وراء شمسكم أربعين شمس 329
31 فيما سئله موسى عليه السلام عن بدء الدنيا 331
32 بحث وتحقيق رشيق حول اخبار العوالم وجابلقا وجابرسا، وفي الذيل ما يناسب المقام 349
33 بحث حول عالم المثال 354
34 العلة التي من أجلها سميت الدنيا دنيا والآخرة آخرة 355
35 * الباب الثالث * القلم، واللوح المحفوظ، والكتاب المبين، والامام المبين، وأم الكتاب 357
36 تفسير الآيات 358
37 في اللوح المحفوظ والقلم 362
38 في أن اللوح من درة بيضاء 376