قال: فابتدأت فحدثته بقصة الرجل قال: فما تركني أفرغ منها حتى قال لي:
فما فعلت الألف؟ قال: قلت: رددتها على صاحبها قال: فقال لي: قد أحسنت وقال لي: ألا أوصيك؟ قلت: بلى جعلت فداك، قال: عليك بصدق الحديث، وأداء الأمانة، تشرك الناس في أموالهم، هكذا، وجمع بين أصابعه قال: فحفظت ذلك عنه، فزكيت ثلاثمائة ألف درهم (1).
108 - الكافي: العدة، عن أحمد بن محمد، عن الحجال، عن ثعلبة، عن سعيد ابن عمرو الجعفي قال: خرجت إلى مكة وأنا من أشد الناس حالا، فشكوت إلى أبي عبد الله عليه السلام فلما خرجت من عنده وجدت على بابه كيسا فيه سبع مائة دينار فرجعت إليه من فوري ذلك فأخبرته فقال: يا سعيد اتق الله وعرفه في المشاهد وكنت رجوت أن يرخص لي فيه، فخرجت وأنا مغتم فأتيت منى فتنحيت عن الناس وتقصيت حتى أتيت الماروقة (2). فنزلت في بيت متنحيا من الناس ثم قلت: من يعرف الكيس قال: فأول صوت صوته إذا رجل على رأسي يقول: أنا صاحب الكيس قال: فقلت في نفسي: أنت فلا كنت، قلت: ما علامة الكيس؟ فأخبرني بعلامته فدفعته إليه قال: فتنحى ناحية فعدها فإذا الدنانير على حالها، ثم عد منها سبعين دينارا فقال: خذها حلالا خير من سبعمائة حراما فأخذتها ثم دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فأخبرته كيف تنحيت، وكيف صنعت، فقال: أما إنك حين شكوت إلي أمرنا لك بثلاثين دينارا، يا جارية هاتها، فأخذتها وأنا من أحسن قومي