بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٧ - الصفحة ٣٨٥
قال: فابتدأت فحدثته بقصة الرجل قال: فما تركني أفرغ منها حتى قال لي:
فما فعلت الألف؟ قال: قلت: رددتها على صاحبها قال: فقال لي: قد أحسنت وقال لي: ألا أوصيك؟ قلت: بلى جعلت فداك، قال: عليك بصدق الحديث، وأداء الأمانة، تشرك الناس في أموالهم، هكذا، وجمع بين أصابعه قال: فحفظت ذلك عنه، فزكيت ثلاثمائة ألف درهم (1).
108 - الكافي: العدة، عن أحمد بن محمد، عن الحجال، عن ثعلبة، عن سعيد ابن عمرو الجعفي قال: خرجت إلى مكة وأنا من أشد الناس حالا، فشكوت إلى أبي عبد الله عليه السلام فلما خرجت من عنده وجدت على بابه كيسا فيه سبع مائة دينار فرجعت إليه من فوري ذلك فأخبرته فقال: يا سعيد اتق الله وعرفه في المشاهد وكنت رجوت أن يرخص لي فيه، فخرجت وأنا مغتم فأتيت منى فتنحيت عن الناس وتقصيت حتى أتيت الماروقة (2). فنزلت في بيت متنحيا من الناس ثم قلت: من يعرف الكيس قال: فأول صوت صوته إذا رجل على رأسي يقول: أنا صاحب الكيس قال: فقلت في نفسي: أنت فلا كنت، قلت: ما علامة الكيس؟ فأخبرني بعلامته فدفعته إليه قال: فتنحى ناحية فعدها فإذا الدنانير على حالها، ثم عد منها سبعين دينارا فقال: خذها حلالا خير من سبعمائة حراما فأخذتها ثم دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فأخبرته كيف تنحيت، وكيف صنعت، فقال: أما إنك حين شكوت إلي أمرنا لك بثلاثين دينارا، يا جارية هاتها، فأخذتها وأنا من أحسن قومي

(١) الكافي ج ٥ ص ١٣٤.
(2) الماورقة:
لم نعثر لهذه الكلمة على معنى مناسب سوى ما يستفاد من السياق من أنها اسم مكان لم نتحقق من موضعه، وقد نقل انها وردت بصور مختلفة منها: الماروقة والماقوقة والمأفوقة وقد يكون في الكلمة تصحيف وأن الصواب فيها الماقوفة اسم مفعول من الوقف على غير القياس وأن المراد بها المنازل الموقوفة بمنى لمن لا فسطاط له، كما ونقل أن في نسخة صحيحة من الكافي " الموقوفة " ومعناها ظاهر يغنى عن البيان.
(٣٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 380 381 382 383 384 385 386 387 388 389 390 ... » »»
الفهرست