فقلت: ما أحسبه منعني إلا مخافة أن أظلم أو أجور، والله لآتينه ولأعطينه الطلاق والعتاق والايمان المغلظة أن لا أظلم أحدا ولا أجور، ولأعدلن قال: فأتيته فقلت:
جعلت فداك إني فكرت في إبائك علي فظننت أنك إنما كرهت ذلك مخافة أن أجور أو أظلم، وإن كل امرأة لي طالق، وكل مملوك، لي حر، وعلي وعلي إن ظلمت أحدا، أو جرت عليه، وإن لم أعدل، قال: كيف قلت؟ قال: فأعدت عليه الايمان، فرفع رأسه إلى السماء فقال: تناول السماء أيسر عليك من ذلك (1).
107 - الكافي: الحسين بن محمد، عن محمد بن أحمد النهدي، عن كثير بن يونس عن عبد الرحمان بن سيابة قال: لما أن هلك أبي سيابة جاء رجل من إخوانه إلي فضرب الباب علي فخرجت إليه فعزاني وقال لي: هل ترك أبوك شيئا؟
فقلت له: لا، فدفع إلي كيسا فيه ألف درهم وقال لي: أحسن حفظها وكل فضلها فدخلت إلى أمي وأنا فرح فأخبرتها، فلما كان بالعشي أتيت صديقا كان لأبي فاشترى لي بضايع سابريا (2) وجلست في حانوت، فرزق الله عز وجل فيها خيرا وحضر الحج فوقع في قلبي، فجئت إلى أمي فقلت لها: إنه قد وقع في قلبي أن أخرج إلى مكة فقالت لي: فرد دراهم فلان عليه، فهيأتها وجئت لها إليه، فدفعتها إليه، فكأني وهبتها له، فقال: لعلك استقللتها؟ فأزيدك؟ قلت: لا ولكن وقع في قلبي الحج، وأحببت أن يكون شيئا عندك، ثم خرجت فقضيت نسكي، ثم رجعت إلى المدينة فدخلت مع الناس على أبي عبد الله عليه السلام، وكان يأذن إذنا عاما فجلست في مواخير (3) الناس، وكنت حدثا فأخذ الناس يسألونه ويجيبهم.
فلما خف الناس عنه أشار إلي فدنوت إليه فقال لي: ألك حاجة؟ فقلت له:
جعلت فداك أنا عبد الرحمان بن سيابة فقال: ما فعل أبوك؟ فقلت: هلك قال:
فتوجع وترحم قال: ثم قال لي: أفترك شيئا؟ قلت: لا قال: فمن أين حججت