23 - الإحتجاج: بالاسناد إلى أبي محمد العسكري عن آبائه، عن الصادق عليهم السلام أنه قال: قوله عز وجل " اهدنا الصراط المستقيم " (1) يقول: أرشدنا الصراط المستقيم، أرشدنا للزوم الطريق المؤدي إلى محبتك، والمبلغ إلى جنتك من أن نتبع أهواءنا فنعطب، أو نأخذ بآرائنا فنهلك، فان من اتبع هواه وأعجب برأيه كان كرجل سمعت غثاء الناس تعظمه وتصفه فأحببت لقاءه من حيث لا يعرفني لأنظر مقداره ومحله فرأيته في موضع قد أحدق به خلق من غثاء العامة فوقفت منتبذا عنهم مغشيا بلثام أنظر إليه وإليهم، فما زال يراوغهم حتى خالف طريقهم وفارقهم، ولم يقر، فتفرقت العوام عنه لحوائجهم وتبعته أقتفي أثره فلم يلبث أن مر بخباز فتغفله، فأخذ من دكانه رغيفين مسارقة، فتعجبت منه، ثم قلت في نفسي: لعله معاملة، ثم مر من بعده بصاحب رمان فما زال به حتى تغفله فأخذ من عنده رمانتين مسارقة، فتعجبت منه ثم قلت في نفسي: لعله معاملة.
ثم أقول: وما حاجته إذا إلى المسارقة؟! ثم لم أزل أتبعه حتى مر بمريض فوضع الرغيفين والرمانتين بين يديه ومضى، وتبعته حتى استقر في بقعة من صحراء فقلت له: يا عبد الله لقد سمعت بك وأحببت لقاءك، فلقيتك لكني رأيت منك ما شغل قلبي، وإني سائلك عنه ليزول به شغل قلبي.
قال: ما هو؟ قلت: رأيتك مررت بخباز وسرقت منه رغيفين، ثم بصاحب الرمان فسرقت منه رمانتين، فقال لي: قبل كل شئ: حدثني من أنت؟ قلت:
رجل من ولد آدم من أمة محمد صلى الله عليه وآله، قال: حدثني ممن أنت؟ قلت: رجل من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله قال: أين بلدك؟ قلت: المدينة قال: لعلك جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب؟ قلت: بلى قال لي: فما ينفعك شرف أصلك مع جهلك بما شرفت به، وتركك علم جدك وأبيك، لان لا تنكر ما يجب أن يحمد ويمدح فاعله.
قلت: وما هو؟ قال: القرآن كتاب الله قلت: وما الذي جهلت؟ قال: قول