شجرة طاب أصلها، وبسق فرعها، وعذب ثمرها، وبوركت في الذر، وقد ست في الزبر، لكان مني إليه ما لا يحمد في العواقب، لما يبلغني عنه من شدة عيبه لنا، و سوء القول فينا.
فقال الصادق عليه السلام: لا تقبل في ذي رحمك، وأهل الرعاية من أهل بيتك، قول من حرم الله عليه الجنة، وجعل مأواه النار، فان النمام شاهد زور، وشريك إبليس في الاغراء بين الناس، فقد قال الله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " (1).
ونحن لك أنصار وأعوان، ولملكك دعائم وأركان، ما أمرت بالمعروف و الاحسان، وأمضيت في الرعية أحكام القرآن، وأرغمت بطاعتك لله أنف الشيطان وإن كان يجب عليك في سعة فهمك، وكثرة علمك، ومعرفتك بآداب الله، أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، فان المكافي ليس بالواصل إنما الواصل من إذا قطعته رحمه وصلها، فصل رحمك يزد الله في عمرك، ويخفف عنك الحساب يوم حشرك.
فقال المنصور: قد صفحت عنك لقدرك، وتجاوزت عنك لصدقك، فحدثني عن نفسك، بحديث أتعظ به، ويكون لي زاجر صدق عن الموبقات، فقال الصادق عليه السلام: عليك بالحلم، فإنه ركن العلم واملك نفسك عند أسباب القدرة فإنك إن تفعل ما تقدر عليه كنت كمن شفى غيظا، أو تداوى حقدا، أو يحب أن يذكر بالصولة، واعلم بأنك إن عاقبت مستحقا لم تكن غاية ما توصف به إلا العدل، والحال التي توجب الشكر أفضل من الحال التي توجب الصبر، فقال المنصور: وعظت فأحسنت، وقلت فأوجزت، فحدثني عن فضل جدك علي بن أبي طالب عليه السلام حديثا لم تأثره العامة.
فقال الصادق عليه السلام: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول