قال: وما هو؟ قالت: إنه شديد، قال: وما هو؟ قالت: رأيت كأن قطعة من جسدك قد قطعت ووضعت في حجري فقال رسول الله: خيرا رأيت تلد فاطمة غلاما فيكون في حجرك.
فولدت فاطمة عليها السلام الحسين عليه السلام قالت: وكان في حجري كما قال رسول الله فدخلت به يوما على النبي فوضعته في حجر رسول الله صلى الله عليه وآله ثم حانت مني التفاتة، فإذا عينا رسول الله تهرقان بالدموع، فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله مالك؟ قال: أتاني جبرئيل فأخبرني أن أمتي يقتل ابني هذا وأتاني بتربة حمراء من تربته (1).
31 - الإرشاد: روى سماك، عن ابن المخارق، عن أم سلمة قالت: بينا رسول الله ذات يوم جالسا والحسين جالس في حجره إذ هملت عيناه بالدموع، فقلت [له] يا رسول الله ما لي أراك تبكي جعلت فداك؟ قال: جاءني جبرئيل فعزاني بابني الحسين وأخبرني أن طائفة من أمتي تقتله، لا أنالها الله شفاعتي.
وروي بإسناد آخر عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: خرج رسول الله من عندنا ذات ليلة فغاب عنا طويلا، ثم جاءنا وهو أشعث أغبر، ويده مضمومة فقلت له: يا رسول الله ما لي أراك شعثا مغبرا؟ فقال: أسري بي في هذا الوقت إلى موضع من العراق يقال له كربلا فأريت فيه مصرع الحسين ابني وجماعة من ولدي وأهل بيتي فلم أزل القط دماءهم فها هو في يدي وبسطها إلي فقال: خذيها فاحفظي بها فأخذتها فإذا هي شبه تراب أحمر، فوضعته في قارورة وشددت رأسها واحتفظت بها.
فلما خرج الحسين عليه السلام من مكة متوجها نحو العراق كنت اخرج تلك القارورة في كل يوم وليلة وأشمها وأنظر إليها ثم أبكي لمصابه، فلما كان [في] اليوم العاشر من المحرم وهو اليوم الذي قتل فيه عليه السلام أخرجتها في أول النهار وهي بحالها ثم عدت إليها آخر النهار فإذا هي دم عبيط فصحت في بيتي وبكيت وكظمت