الحسين أعلمنا علما، وأثقلنا حلما، وأقربنا من رسول الله رحما، كان إماما قبل أن يخلق، وقرأ الوحي قبل أن ينطق، ولو علم الله أن أحدا خير منا (1) ما اصطفى محمدا صلى الله عليه وآله فلما اختار محمدا واختار محمد عليا إماما، واختارك علي بعده واخترت الحسين بعدك، سلمنا ورضينا بمن هو الرضا، وبمن نسلم به من المشكلات (2).
بيان: قوله: " فقال: الله " أي لا تحتاج إلى أن أذهب وأرى فإنك بعلومك الربانية أعلم بما أخبرك بعد النظر، ويحتمل أن يكون المراد بالنظر النظر بالقلب، بما علموه من ذلك، فإنه كان من أصحاب الأسرار فلذا قال: أنت أعلم به مني من هذه الجهة، ولعل السؤال لأنه كان يريد أولا أن يبعث غير قنبر لطلب ابن الحنفية فلما لم يجد غيره بعثه.
ويحتمل أن يكون أراد بقوله " مؤمنا " ملك الموت عليه السلام، فإنه كان يقف ويستأذن للدخول عليهم فلعله أتاه بصورة بشر فسأل قنبرا عن ذلك ليعلم أنه يراه أم لا، فجوابه حينئذ أني لا أرى أحدا وأن أعلم بما تقول، وترى مالا أرى فلما علم أنه الملك بعث إلى أخيه.
" فعجل عن شسع نعله " أي صار تعجيله مانعا عن عقد شسع النعل، قوله:
" عن سماع كلام " أي النص على الخليفة، فان السامع إذا أقر فهو حي بعد وفاته، وإذا أنكر فهو ميت في حياته، أو المعنى أنه سبب لحياة الأموات بالجهل والضلالة بحياة العلم والايمان، وسبب لموت الأحياء بالحياة الظاهرية أو بالحياة المعنوية إن لم يقبلوه، وقيل يموت به الأحياء أي بالموت الإرادي عن لذات هذه النشأة الذي هو حياة أخروية في دار الدنيا وهو بعيد.
" كونوا أوعية العلم " تحريص على استماع الوصية، وقبولها ونشرها، أو