بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٤ - الصفحة ١٠٩
استقبلك بما استقبلك به ثم أمرت له بثلاث مائة ألف؟ قال: يا بني إن الحق حقهم، فمن أتاك منهم فاحث له (1).
(1) ومما يناسب الباب ما ذكره سبط ابن الجوزي في التذكرة نقلا عن هشام بن محمد الكلبي، عن محمد بن إسحاق قال: بعث مروان بن الحكم وكان واليا على المدينة رسولا إلى الحسن عليه السلام فقال قل له: يقول لك مروان: أبوك الذي فرق الجماعةوقتل أمير المؤمنين عثمان، وأباد العلماء والزهاد - يعنى الخوارج - وأنت تفخر بغيرك: فإذا قيل لك من أبوك؟ تقول: خالي الفرس - وفى رواية ابن سعد في الطبقات: ما أجد لك مثلا الا البغلة يقال لها من أبوك فتقول: أخي الفرس.
فجاء الرسول إلى الحسن عليه السلام فقال له: يا أبا محمد! انى أتيتك برسالة ممن يخاف سطوته، ويحذر سيفه، فان كرهت لم أبلغك إياها ووقيتك بنفسي، فقال الحسن:
لا بل تؤديها، ونستعين عليه بالله. فأداها فقال له: تقول لمروان: ان كنت صادقا فالله يجزيك بصدقك، وإن كنت كاذبا فالله أشد نقمة.
فخرج الرسول من عنده، فلقيه الحسين فقال: من أين أقبلت؟ فقال: من عند أخيك الحسن، فقال: وما كنت تصنع؟ قال: أتيت برسالة من عند مروان، فقال: وما هي؟ فامتنع الرسول من أدائها، فقال: لتخبرني أو لأقتلنك!! فسمع الحسن عليه السلام فخرج وقال لأخيه: خل عن الرجل، فقال: لا والله حتى أسمعها، فأعادها الرسول فقال له: قل يقول لك الحسين بن علي ابن فاطمة: يا ابن الزرقاء الداعية إلى نفسها بسوق ذي المجاز، صاحبة الراية بسوق عكاظ، يا ابن طريد رسول الله ولعينه، اعرف من أنت؟
ومن أمك؟ ومن أبوك؟ فجاء الرسول إلى مروان فأعاد عليه ما قالا، فقال له: ارجع إلى الحسن وقل له: أشهد أنك ابن رسول الله، وقل للحسين: أشهد أنك علي بن أبي طالب.
قال: قال الأصمعي: أما قول الحسين " يا ابن الداعية إلى نفسها " فذكر ابن إسحاق ان أم مروان اسمها أمية وكانت من البغايا في الجاهلية، وكان لها راية مثل راية البيطار تعرف بها، وكانت تسمى أم حبتل الزرقاء، وكان مروان لا يعرف له أب، وإنما تنسب له إلى الحكم بن أبي العاص.
أقول: قال الفيروزآبادي ذو المجاز: سوق كانت لهم على فرسخ من عرفة، بناحية كبكب وعكاظ سوق بصحراء بين نخلة والطائف كانت تقوم هلالذي القعدة وتستمر عشرين يوما تجتمع قبائل العرب فيتعاكظون أي يتفاخرون ويتناشدون.