كم في رأسي ولحيتي من طاقة شعر؟! فقال عليه السلام: لقد حدثني خليلي رسول الله صلى الله عليه وآله بما سألت عنه، وإن على كل طاقة شعر في رأسك ملكا يلعنك، وعلى كل طاقة شعر في لحيتك شيطانا يستفزك، وإن في بيتك لسخلا يقتل ابن رسول الله صلى الله عليه وآله (1) وآية ذلك مصداق ما خبرتك (2) به، ولولا أن الذي سألت عنه يعسر برهانه لأخبرت به، ولكن آية ذلك ما نبأته من سحلك (3) الملعون، وكان ابنه في ذلك الوقت صغيرا يحبو، فلما كان من أمر الحسين عليه السلام ما كان، تولى قتله وكان كما قال (4).
أقول: روى نحو ذلك ابن أبي الحديد من كتاب الغارات لابن هلال الثقفي عن زكريا بن يحيى العطار، عن فضيل، عن محمد بن علي، وقال: في آخره:
وهو سنان بن أنس النخعي (5).
49 - الفضائل: الروضة: عن ابن عباس قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: علمني رسول الله صلى الله عليه وآله ألف باب من العلم، ففتح لي كل باب ألف مسألة، قال: فبينما أنا معه بذي قار وقد أرسل ولده الحسن عليه السلام إلى الكوفة ليستفز (6) أهلها ويستعين بهم على حرب الناكثين من أهل البصرة، قال لي: يا ابن عباس، قلت: لبيك يا أمير المؤمنين، قال: سوف يأتي ولدي الحسن في هذا اليوم ومعه عشرة آلاف فارس وراجل، لا ينقص واحدا ولا يزيد واحدا، قال ابن عباس: فلما وصل الحسن عليه السلام بالجند لم يكن لي همة إلا مسألة الكاتب: كم كمية الجند، قال لي: عشرة آلاف فارس وراجل لا ينقص واحدا ولا يزيد واحدا، فعلمت أن ذلك العلم من تلك الأبواب التي علمه بها رسول الله صلى الله عليه وآله (7).