بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٥ - الصفحة ٢٠٥
الثالث: أن الآية نازلة فيه عليه السلام وقد عرفت بما أوردنا من الاخبار تواترها من طريق المخالف والمؤالف، مع أن ما تركناه مخافة الاطناب وحجم الكتاب أكثر ما أوردناه، وعليه اجماع المفسرين وقد رواها الزمخشري والبيضاوي والرازي في تفاسيرهم (1) مع شدة تعصبهم وكثرة اهتمامهم في إخفاء فضائله عليه السلام، إذ كان هذا في الاشتهار كالشمس في رائعة النهار (2)، فإخفاء ذلك مما يكشف الأستار عن الذي انطوت عليه ضمائرهم الخبيثة من بغض الحيدر الكرار.
وقد روى الرازي، عن ابن عباس برواية عكرمة وعن أبي ذر نحوا مما مر من روايتهما، وقد عرفت ما نقل في ذلك أكابر المفسرين والمحدثين من قدماء المخالفين الذين عليهم مدار تفاسيرهم، وأما إطلاق الجمع على الواحد تعظيما فهو شائع ذائع في اللغة والعرف، وقد ذكر المفسرون هذا الوجه في كثير من الآيات الكريمة كما قال تعالى (والسماء بنيناها بأيد (3)) و (إنا أرسلنا نوحا (4)) و (وإنا نحن نزلنا الذكر (5)) وقوله: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم (6)) مع أن القائل كان واحدا، وأمثالها كثيرة، ومن خطاب الملوك والرؤساء: فعلنا كذا، وأمرنا بكذا، ومن الخطاب الشائع في عرف العرب والعجم إذا خاطبوا واحدا: فعلتم كذا، وقلتم كذا، تعظيما له.
وقال الزمخشري: فإن قلت: كيف صح أن يكون لعلي واللفظ لفظ جماعة؟
قلت: جئ به على لفظ الجمع - وإن كان السبب فيه رجلا واحدا - ليرغب الناس في مثل فعله، فينالوا مثل ثوابه، ولينبه على أن سجية المؤمنين تجب أن يكون على هذه

(١) راجع الكشاف ١: ٤٢٢. وأنوار التنزيل ١: ٣٣. ومفاتيح الغيب ٣: ٤٣١.
(٢) الربع من الضحى: بياضه وحسن بريقه.
(٣) الذاريات: ٤٧.
(٤) نوح: ١.
(٥) الحجر: ٩.
(٦) آل عمران: ١٧٣:
(٢٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * خطبة الكتاب، في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وتواريخ أحواله 1
3 * الباب الأول * تاريخ ولادته وحليته وشمائله صلوات الله عليه 2
4 في يوم ولادته وشهر ولادته ووفاته عليه السلام 5
5 فيما رواه جابر في ولادته عليه السلام وقصة المثرم الراهب 10
6 في أنه عليه السلام قرء سورة " قد أفلح المؤمنون " يوم ولادته 37
7 * الباب الثاني * أسمائه عليه السلام وعللها 45
8 الخطبة التي خطبها عليه السلام بالكوفة بعد منصرفه من النهروان وذكر فيها ما أنعم الله عليه، وأسمائه في الإنجيل والتوراة والزبور، وعند الهند والروم والفرس والترك والزنج والكهنة والحبشة والعرب وأمه وظئره وأبيه 45
9 العلة التي من أجلها كني علي عليه السلام بأبي تراب، وفيها بيان 49
10 الآيات التي كانت فيها اسم علي عليه السلام وولايته 56
11 أسمائه عليه السلام في الكتب والأقوام 62
12 في صفاته وأسمائه عليه السلام على حروف الهجاء 63
13 * الباب الثالث * نسبه وأحوال والديه عليه وعليهما السلام 68
14 في أن نور أبي طالب يطفئ أنوار الخلائق في يوم القيامة 69
15 في أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان باكيا في موت فاطمة بنت أسد 70
16 في أن أبا طالب رضي الله عنه ليس حجة على رسول الله صلى الله عليه وآله وفيه بيان وفي الذيل ما يناسب وتحقيق 73
17 في أن أبا طالب رضي الله عنه آمن بحساب الجمل، وفيه بحث وتحقيق وبيان، وما قيل في حل الخبر 77
18 فيما قالته قريش لأبي طالب رضي الله عنه في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وما أنشده أبو طالب فيه صلى الله عليه وآله، وقصة دار الندوة 86
19 فيما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله لجابر في ميلاد علي عليه السلام وقصة المثرم وأبي طالب 99
20 في ايمان أبي طالب رضي الله عنه ومن شك في ايمانه كان مصيره إلى النار 111
21 في أن أبا طالب رضي الله عنه لا يغيب عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويحرسه وما فعله بقريش بعد فقده 123
22 في أن أبا طالب وخديجة رضي الله عنهما ماتا قبل فرض الصلاة على الميت 127
23 في إثبات إيمان أبي طالب رضي الله تعالى عنه وعنا 138
24 فيما قاله علي عليه السلام من الأبيات في مرثية أبيه وخديجة رضي الله تعالى عنهما 142
25 معنى قوله تعالى: " إنك لا تهدي من أحببت " 151
26 فيما نقله ابن أبي الحديد في إسلام أبي طالب وإثباته من أشعاره 155
27 فيما نقله السيد المرتضى عن شيخه المفيد قدس سرهما في إيمان أبي طالب (رض) 173
28 في سبب نزول قوله تعالى: " إنك لا تهدي من أحببت " 177
29 في أحوال أمه عليه وعليها السلام ونسبها 179
30 * أبواب * * الآيات النازلة في شأنه عليه السلام الدالة على فضله وامامته * * الباب الرابع * في نزول آية: " إنما وليكم الله " في شأنه عليه السلام 183
31 في سبب نزول قوله تعالى: " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا " 183
32 في أن عليا عليه السلام تصدق بخاتمه وهو راكع فنزل: " إنما وليكم الله " 185
33 فيما رواه العامة في نزول: " إنما وليكم الله " في علي عليه السلام 199
34 في بيان الاستدلال بالآية الكريمة على إمامته عليه السلام 203
35 * الباب الخامس * آية التطهير 206
36 في أن قوله تعالى: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس " نزل في رسول - الله صلى الله عليه وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام 206
37 فيما رواه العامة في نزول قوله تعالى: " إنما يريد الله ليذهب عنكم " 217
38 بحث وتحقيق وبيان في أن الآية الكريمة مما تدل على عصمة أصحاب الكساء عليهم السلام وتأييدات من أخبار الخاصة والعامة، ومعنى: أهل البيت، والمراد منهم 225
39 في بطلان القول بأن أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم داخلة في الآية 233
40 * الباب السادس * نزول: هل أتى 237
41 سبب نزول سورة هل أتى، وأبيات من علي وفاطمة عليهما السلام 237
42 في أن عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام تصدقوا في ليلة خمس وعشرين من ذي الحجة وفي اليوم الخامس والعشرين نزلت سورة هل أتى 255
43 * الباب السابع * آية المباهلة 257
44 في أن أكبر فضيلة كانت لعلي عليه السلام ويدل عليها القرآن: آية المباهلة 257
45 فيما رواه العامة في المباهلة 261
46 بحث وتحقيق حول آية المباهلة، وفي الذيل ما يناسب المقام 267
47 * الباب الثامن * قوله تعالى: " والنجم إذا هوى " ونزول الكوكب في داره عليه السلام 272
48 في قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من سقط كوكب في داره فهو وصيي وخليفتي 272
49 في قول رسول الله صلى الله عليه وآله: إن من شأن الأنبياء ان يدلوا على وصي من بعدهم يقوم بأمرهم 274
50 في قول عمر بن الخطاب: أعطي علي خمس خصال لو كان لي واحدة 275
51 فيما نسب عمر وأبو بكر وعثمان وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالغواية في علي عليه السلام 276
52 في تكلم الشمس معه عليه السلام 278
53 * الباب التاسع * نزول سورة براءة وقراءة أمير المؤمنين عليه السلام على أهل مكة، ورد أبى بكر، وأن عليا هو الاذان يوم الحج الأكبر 284
54 العلة التي من أجلها كانت العرب في الجاهلية تطوف بالبيت عراة 290
55 في اجماع المفسرين ونقلة الاخبار من الخاصة والعامة بأن رسول الله صلى الله عليه وآله ولي عليا بأداء سورة براءة، وعزل به أبا بكر 303
56 الاستدلال على خلافة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وعدم استحقاق أبي بكر لها وعلة بعثه وعزله 309
57 * الباب العاشر * قوله تعالى: " ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون " 313
58 في قول رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: إن فيك مثلا من عيسى عليه السلام 317
59 * الباب الحادي عشر * قوله تعالى: " وتعيها اذن واعية " 326
60 في قول النبي صلى الله عليه وآله: " اذن واعية " هي اذن علي عليه السلام 326
61 * الباب الثاني عشر * انه عليه السلام السابق في القرآن وفيه نزلت: " ثلة من الأولين وقليل من الآخرين " 332
62 في أن: " والسابقون السابقون " علي عليه السلام وشيعته 332
63 في أن قوله تعالى: " الذين هم من خشية ربهم مشفقون " نزلت في علي وولده عليهم السلام 334
64 * الباب الثالث عشر * انه عليه السلام المؤمن والايمان والدين والاسلام والسنة والسلام وخير البرية في القرآن، وأعداؤه الكفر والفسوق والعصيان 336
65 في أن الكفر والفسوق والعصيان، الأول والثاني والثالث 336
66 في أن: " أفمن كان مؤمنا " علي عليه السلام " كمن كان فاسقا " وليد بن عقبة 337
67 في أن. معنى قوله تعالى: " ادخلوا في السلم كافة " ولاية علي عليه السلام 342
68 * الباب الرابع عشر * قوله تعالى: " ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا " 353
69 في أن قوله تعالى: " سيجعل لهم الرحمان ودا " كان ولاية علي عليه السلام 353
70 * الباب الخامس عشر * قوله تعالى: " وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسا وصهرا " 360
71 في أن الله تعالى خلق نطفة بيضاء، فنقلها من صلب إلى صلب، حتى نقلت إلى صلب عبد المطلب، فجعل نصفين، فصار نصفها في عبد الله، ونصفها في أبي طالب 362
72 * الباب السادس عشر * انه عليه السلام: السبيل، والصراط، والميزان، في القران 363
73 معنى قوله تعالى: " ما كنت تدرى ما الكتاب ولا لايمان " 367
74 * الباب السابع عشر * قوله تعالى: " أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما " 375
75 في أن قوله عز من قائل: " أمن هو قانت آناء الليل " نزلت في علي عليه السلام 375
76 * الباب الثامن عشر * آية النجوى وأنه لم يعمل بها غيره عليه السلام 376
77 سبب نزول آية النجوى 376
78 في أن المناجي للرسول صلى الله عليه وآله هو علي عليه السلام دون الناس أجمعين، وكان له عليه السلام دينار فصرفه بعشرة دراهم في عشر كلمات سالهن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 381
79 بحث حول آية الكريمة 383
80 * الباب التاسع عشر * أنه صلوات الله عليه الشهيد والشاهد والمشهود 386
81 في قوله عليه السلام: لو كسرت لي وسادة فقعدت عليها لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم وأهل الإنجيل بإنجيلهم وأهل الزبور بزبورهم وأهل الفرقان بفرقانهم 387
82 في أنه عليه السلام شهيد للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلى نفسه 389
83 معنى قوله تعالى: " أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه " 391
84 * الباب العشرون * أنه نزل فيه صلوات الله عليه: الذكر، والنور، والهدى، والتقى، في القرآن 394
85 معنى قوله تعالى: " وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بابصارهم لما سمعوا الذكر " 394
86 في أن قوله عز اسمه: " إنما أنت منذر ولكل قوم هاد " نزل في علي عليه السلام 395
87 في أن القرآن حي لا يموت 403
88 بحث شريف حول قوله عز وجل: " إنما أنت منذر ولكل قوم هاد " 406
89 * الباب الحادي والعشرون * أنه صلوات الله عليه: الصادق، والمصدق، والصديق، في القرآن 407
90 في أن: " والذي جاء بالصدق " هو علي عليه السلام 407
91 في أن: " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " استدلال على إمامة علي عليه السلام وفي الذيل ما يناسب 408
92 بحث حول قوله عز اسمه: " والذي جاء بالصدق " ورد على من قال أن الآية نزلت في أبي بكر 416
93 * الباب الثاني والعشرون * انه صلوات الله عليه: الفضل، والرحمة، والنعمة 423
94 " قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا " هو علي عليه السلام 423
95 * الباب الثالث والعشرون * أنه صلوات الله عليه هو: الامام المبين 427
96 معنى قوله عز وجل: " وكل شئ أحصيناه في إمام مبين ": وما قال أبو بكر وعمر 427
97 * الباب الرابع والعشرون * أنه صلوات الله عليه: الذي عنده علم الكتاب 429
98 في أن قوله تعالى: " ومن عنده علم الكتاب " هو علي عليه السلام 429