ابن أبي ليلى فلا أدري أيهما أجمل، غير أن الحسن أعظمهما وأطولهما، وأكثر القوم وذلك من بكرة إلى حين (1) الزوال وعثمان في داره لا يعلم بشئ مما هم فيه، وعلي ابن أبي طالب عليه السلام لا ينطق هو ولا أحد من أهل بيته، فأقبل القوم عليه، فقالوا: يا أبا الحسن! ما يمنعك أن تتكلم؟. فقال (2): ما من الحيين أحد إلا وقد ذكر فضلا وقال حقا، فأنا أسألكم - يا معاشر قريش والأنصار! - بمن أعطاكم الله هذا الفضل؟ أبأنفسكم وعشائركم وأهل بيوتاتكم أمر بغيركم؟. قالوا: بل أعطانا الله ومن به علينا بمحمد صلى الله عليه وآله وعشيرته لا بأنفسنا وعشائرنا ولا بأهل بيوتاتنا.
قال: صدقتم، يا معاشر قريش والأنصار! ألستم تعلمون أن الذي (3) نلتم به من خير الدنيا والآخرة منا أهل البيت خاصة دون (4) غيرهم؟ فإن ابن عمي رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إني وأهل بيتي كنا نورا بين يدي الله تبارك وتعالى قبل أن يخلق الله آدم عليه السلام بأربعة عشر ألف سنة فلما خلق الله آدم وضع ذلك النور في صلبه وأهبطه إلى الأرض، ثم حمله في السفينة في صلب نوح عليه السلام، ثم قذف به في النار في صلب إبراهيم عليه السلام، ثم لم يزل الله عز وجل ينقلنا من الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة، ومن الأرحام الطاهرة، إلى الأصلاب الكريمة من الآباء والأمهات لم يلتق واحد منهم على سفاح قط.
فقال أهل السابقة والقدمة (5) وأهل بدر وأهل أحد: نعم قد سمعنا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله.
ثم قال: أنشدكم بالله، أتعلمون أني أول الأمة إيمانا بالله وبرسوله؟.