غيري؟!. قالوا: لا.
قال: فهل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: لأعطين الراية غدا رجلا (1) يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرارا (2) غير فرار لا يولي الدبر يفتح الله على يديه، وذلك حيث رجع أبو بكر وعمر منهزمين، فدعاني - وأنا أرمد - فتفل في عيني، وقال: اللهم اذهب عنه الحر والبرد، فما وجدت بعدها حرا ولا بردا يوذياني، ثم أعطاني الراية، فخرجت بها ففتح الله على يدي خيبر، فقتلت مقاتليهم - وفيهم مرحب - وسبيت ذراريهم، فهل كان ذلك غيري؟!. قالوا: لا.
قال: فهل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: اللهم ائتني بأحب الخلق إليك وإلي وأشدهم لي ولك حبا يأكل معي من هذا الطير، فأتيت فأكلت معه، فهل كان غيري؟!. قالوا: لا.
قال: فهل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: لتنتهن يا بني وليعة أو لأبعثن عليكم رجلا نفسه كنفسي وطاعته كطاعتي ومعصيته كمعصيتي يعصاكم أو يقصعكم (3) بالسيف، غيري؟!. قالوا: اللهم لا.
قال: فهل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: كذب من زعم أنه يحبني ويبغض عليا، هل كان غيري؟!. قالوا: اللهم لا.
قال: فهل فيكم من سلم عليه في ساعة واحدة ثلاثة آلاف من الملائكة وفيهم جبرئيل وميكائيل وإسرافين ليلة القليب لما جئت بالماء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، غيري؟!. قالوا: لا.
قال: فهل فيكم أحد قال له جبرئيل: هذه هي المواساة، وذلك يوم أحد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله (4): إنه مني وأنا منه، فقال جبرئيل عليه السلام: وأنا منكما، غيري؟!. قالوا: لا.