بان ليس بالطويل الشامخ ولا بالقصير اللازق، [بل مربوع] (1) مدور الهامة، صلت الجبين، أزج الحاجبين، أقنى الانف، سهل الخدين، على خده الأيمن خال كأنه فتات مسك على رضراضة عنبر.
فلما أن رأيته بدرته بالسلام، فرد علي بأحسن ما سلمت عليه وسألني عن المؤمنين، قلت: قد البسوا جلباب الذلة وهم بين القوم أذلاء، قال: (لتملكونهم كما ملكوكم، وهم يومئذ أذلاء)، فقلت: (يا سيدي) (2) لقد بعد الوطن.
قال: (إن أبي عهد إلي أن لا أجاور قوما غضب الله عليهم، وأمرني أن لا أسكن من الجبال إلا وعرها، ومن البلاد إلا قفرها (3)، والله مولاكم أظهر التقية، فأنا في التقية إلى يوم يؤذن لي فأخرج).