الكفرة، الذين نقضوا عهدك وكذبوا رسلك، لكنك أخرجتني رأفة منك وتحننا 1 على للذي سبق لي من الهدى، الذي فيه يسرتني، وفيه أنشأتني ومن قبل ذلك رؤفت بي بجميل صنعك وسوابغ نعمتك.
فابتدعت خلقي من منى يمنى، ثم أسكنتني في ظلمات ثلاث، بين لحم وجلد ودم، لم تشهدني بخلقي، ولم تجعل إلى شيئا من أمري.
ثم أخرجتني من الغذاء لبنا مريا، وعطفت على قلوب الحواضن 2، وكفلتني الأمهات الرحائم، وكلأتني 3 من طوارق الجان وسلمتني من الزيادة والنقصان، فتعاليت يا رحيم يا رحمان.
حتى إذا استهللت 4 ناطقا بالكلام، أتممت على سوابغ الأنعام، فربيتني زائدا في كل عام، حتى إذا كملت فطرني، واعتدلت سريرتي، أوجبت على حجتك بأن ألهمتني معرفتك وروعتني 5 ونبهتني فطرتك، وأنطقتني لما ذرأت 6 في سمائك وأرضك من بدائع خلقك، ونبهتني ما جاءت به رسلك، ويسرت لي تقبل مرضاتك، ومننت على في جميع ذلك بعونك ولطفك.
ثم إذ خلقتني من حر الثرى 7 لم ترض لي يا الهي بنعمة دون أخرى، ورزقتني من أنواع المعاش وصنوف الرياش 8 بمنك العظيم على،